تعلق الحرفية عائشة العايم من ولاية تيسمسيلت، على أن كل ما يتعلق بالسلالة وصناعة الدوم لم يأت من فراغ، وإنما جاء من كونها تربت في عائلة محبة للصناعة التقليدية ومتمسكة بكل ما هو تراث، انطلاقا من هذا قررت تعلم الحرفة ونقل كال ما يعرفه والداها فقط لتحافظ على هذا الموروث التقليدي من الاندثار. تقول الحرفية عائشة بأنها بعد أن أتقنت حرفة السلالة وضعت جملة من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، ولعل أهمها تعليم هذه الحرفة للشباب الراغب في التعلم، لأنها تعتقد أن الطريقة الوحيدة لحفظ التراث تبدأ بنقله، مشيرة إلى أن أول إبداعها كان صنع عصفور من الدوم بطريقة معقدة، الأمر الذي جعلها تتحمس للحرفة وتتمسك بها أكثر، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث اختارت لنفسها لمسة خاصة تتمثل في إتقان التفاصيل النهائية لأي شيء تقوم بصنعه سواء كان قبعات أو زراب أو سلال أو حتى أوان، الأمر الذي جعل مصنوعاتها تلقى الترحيب والنجاح في مختلف المعارض التي شاركت فيها والتي كان آخرها ذلك الذي نظم بساحة البريد المركزي في العاصمة بمناسبة الثامن مارس. رغم أن حرفة صناعة السلالة تكاد تكون متوفرة في كل الولايات، غير أن الحرفية عائشة تؤكد أن وجه الشبه يتمثل في نقطة واحدة وهي الطريقة التي يتم ضفر خيوط الدوم بها فقط، غير أن باقي تفاصيل بناء الأشكال وصناعتها تختلف، مشيرة إلى أن ولاية تيسمسيلت مثلا تختلف فيها طريقة صناعة مختلف المصنوعات من حيث البناء والألوان التي نميل فيها تقول "إلى اللون الأصفر، بينما في الأشكال نعتمد على النجوم والقمر وبعض الأدوات الفلاحية التي يعتمدها الفلاح كالمنجل". لا تعاني الحرفية عائشة من أية مشاكل تذكر، إذ تقول "في الوقت الذي يعاني معظم الحرفيين من غياب مقر، أعتقد أن حرفتي لا تحتاج إلى مكان معين للعمل، وقد اخترت الإبداع في المنزل والمشاركة في مختلف المعارض من أجل تسويق منتوجي، مشيرة إلى أن الإشكال الذي يطرح في حقيقة الأمر مرجعه الشكوى من غلاء مختلف الصناعات التقليدية، بحكم أنني حرفية في السلالة، أقول بأن هذا الغلاء مبرر بسبب الجهد اليدوي الذي يبذله الحرفي من جهة، وندرة المادة الأولية التي لم نعد نجد من يحضرها من الجبال، فالدوم لابد أن يتم توفيره في فصله وهو فصل الصيف، وتحديدا خلال شهر أوت، إذ يجري قطفه وتجفيفه وتحضيره للعمل وهي من أفضل الأنواع وإن فات الوقت تأتي المادة رطبة ولا تصلح للعمل". وحول أهم ما تقوم الحرفية عائشة بتصنيعه، تقول بأنها تميل إلى كل ما هو نفعي كالأواني والسلال والحقائب والقبعات وحافظات النقود وحافظات المجوهرات والطاولات والكراسي، مشيرة إلى أن أمنيتها الوحيدة هي السعي إلى المشاركة كمعلم في الدورات التكوينية التي تشرف عليها الوزارة لتعليم الحرفة.