دعا المشاركون في ختام فعاليات الملتقى الوطني حول السكن والنمط العمراني الصحراوي الجزائري بين الواقع والآفاق، المنعقد بالمركز الجامعي تمنراست السلطات العمومية في الجزائر إلى إرساء قيم الديمقراطية التشاركية عبر الجماعات المحلية في عمليات تصميم وإنجاز السكنات. أوصى الأساتذة الجامعيون والمختصون توسيع نطاق التعاون بين المؤسسة الجامعية والهيئات المختصة والجماعات المحلية وفعاليات المجتمع المدني، من أجل وضع معالم الطابع العمراني، والمعماري الصحراوي، المستوحى من الهوية الثقافية ومن التقاليد والخصوصيات الاجتماعية المحلية، مع التأكيد على ضرورة وضع حد للتدخلات العمرانية غير القانونية للمواطنين على سكناتهم، والسعي إلى اعتماد السكن الفردي، والتخلي نهائيا عن البنايات العمودية (العمارات)، التي تتعارض مع الأعراف المحلية والقيم الاجتماعية للساكنة بولايات الجنوب الجزائري، كما تمت الدعوة أيضا إلى اعتماد تجربة قصر تافيلالت بولاية غرداية، وتعميمها على كافة جهات الجنوب، على أساس مقاربات هذا النموذج الذي يحتذى به في أبعاده المتعددة، ولا سيما العمرانية، الاجتماعية، الاقتصادية، والبيئية، فضلا عن السعي لاستشراف البرامج التخطيطية العمرانية المستقبلية، وتشجيع استعمال مواد البناء المحلية. وتمحورت مداخلات الملتقى، الذي اختتم الخميس، وسهر على تنظيمه معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية على العوامل المؤثرة من مناخ وبيئة على التنمية في المدينة الصحراوية، والتخطيط العمراني فيها، إضافة إلى دراسة التحضر وانعكاسه على القيم التقليدية في المدينة الصحراوية، والتحولات الاجتماعية وعلاقته بالنمط العمراني فيها. وقد تطرق الأساتذة والباحثون من مختلف جامعات الوطن والمركز الجزائري للتراث الثقافي المبني بالطين بتيميمون إلى عدة قصور بالجنوب الجزائري، على غرار تيميمون، قصر ورقلة، بوسمغون بالبيض، وقصور وادي ريغ، والتي تعتبر قصورا قديمة يتم حاليا ترميمها وتأهيلها، فيما توجد الكثير من القصور الصحراوية مهملة ومهددة بالاندثار، كما توجد أيضا قصور مستحدثة مثل قصر تافيلالت بولاية غرداية، والذي يعد أول تجمع سكاني إيكولوجي بالجزائر، ويشكل نموذجا عالميا يجمع بين الأصالة والاستدامة، محافظا على الطابع العمراني التقليدي الأصيل، ومستديما لضروريات العصر، وهو بذلك نموذج فريد من نوعه حاز على العديد من الجوائز على المستوى الإقليمي والعالمي.