عاد المهرجان الثقافي الدولي للإنشاد في طبعته السابعة بعد غياب دام سنتين، والتي جاءت متميزة هذه المرة بما ضمّته من فنانين من داخل وخارج الوطن، سطع نجمهم في هذا النوع من الفن عبر العالم، على غرار الفنان إسماعيل جوشار من تركيا، فرقة إينوجا من اسبانيا، فرقة الفردوس من اسبانيا، الفنان مقداد السهيلي من تونس، الشيخ محمد أمين الترمذي من الأردن، فرقة آثران نجرجر من تيزي وزو، المنشد بوحبيلة عبد الرحمان وفرقة الأنيس، فرقة روضة الحبيب، المنشد ناصر ميروح من قسنطينة، وبن سراج عبد الحميد من المسيلة. المهرجان يحتضن فعالياته على مدى أربعة أيام (من ال05 إلى 08 ماي الجاري) المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة. وأكد وزير الثقافة عزالين ميهوبي في كلمته بالمناسبة من خلال ممثل الوزارة السيد جمال الدين فوغالي، أن وزارة الثقافة وهي تؤسس وتدعم مهرجانا دوليا للإنشاد ومهرجانات محلية أخرى، فهي بذلك تفتح المجال واسعا ورحبا أمام المريدين، العاشقين والمتذوقين لهذا الفن الأصيل، وتقدم للشباب أنماطا جمالية تدفعه للخير والبناء، وتنأى به عن الانغلاق والتطرف، وأيضا هي فرصة لتشيع ثقافة الحب والتسامح وإظهار نبل قيمنا وتقاليدنا، مضيفا أن الطبعة السابعة للمهرجان هي بمثابة المضي في انسجام مع تاريخنا الحافل بالمعاني والقيم السامية، منفتحين على التجارب الإنسانية التي ينبغي أن يتسم بها أي عمل فني راق، والجزائر شكلت مهدا ومحضنا له بما تضمه من نظم المتصوفة على رأسهم سيدي أبي مدين الغوث الذي لا يزال يتغنى بشعره إلى يومنا هذا، وفي بعده التربوي له رواده من المصلحين يتقدمهم العلامة الشيخ عبد الحميد ابن باديس، وأناشيد ثورتنا المظفرة، وقصائد شاعر الإصلاح محمد العيد آل خليفة شاهد على استمراريته. أما والي الولاية السيد سمعون عبد السميع، فأشار في كلمته أن الجزائر تفتح ذراعيها دائما لقاصدي الإبداع، وهي بذلك تؤكد أن صوت الإبداع لا تحده أية حدود ولا يحتاج للعبور إلينا سوى لنفوس متذوقة لفن جميل وراقي كالإنشاد، مضيفا أن المهرجان سيكون لا محالة فرصة للتبادل الثقافي بين الجزائر والدول الشقيقة المشاركة، وأيضا لنشر رسالة الأخوة بين الشعوب. وقد كشف محافظ المهرجان السيد سمير الوهواه، أن هذه الطبعة نظمت في وقت وجيز لم يتعد الشهرين، والهدف منها هو الجمع ما بين الانشاد التقليدي والعصري أي بين شيوخ وشباب الانشاد، أما الميزانية فنحن بفضل سياسة ترشيد النفقات التي اتبعت من قبل استطعنا تنظيم الطبعة بميزانية قدرت بحوالي 60 بالمئة، هي في الأصل ما تبقى من ميزانية الطبعة السابقة، مضيفا أن ما يميز هذه الأخيرة هو تنظيم معرض ببهو المسرح ضم صورا لمعالم المدينة الغير المعروفة منها مساجد المدينةقسنطينة من إنجاز الفنان كريم حزمون حتى نسوق لها. وما تجدر الإشارة إليه أن السهرة الأولى من المهرجان افتتحت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم من طرف الفنان إسماعيل جوشار من تركيا، وهو أحد حفظة القرآن بأنقرة وإمام، الذي استطاع أن يؤسر الحضور بما قدمته بمعية فرقته رغم صعوبة فهم اللغة التركية، فكان التجاوب الكبير مع القصائد والأناشيد الصوفية التي كانت تنشد في العهد العثماني ولا تزال متجذرة بتركيا، خاصة ما تعلق منها بمدح الرسول عليه الصلاة والسلام، مضيفا أن ما قدمته الفرقة استلهم من المنشد المشهور "يامان دودي"، أحد المشايخ المولاوية، الذي كان يشتهر بمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث صرح رئيس الفرقة إسماعيل جوشار ل "الشروق اليومي"، بأنه سعيد جدا بمشاركة فرقته في المهرجان، فالموسيقى الإنشادية حسبه هي تواصل بين الشعوب لأكثر محبة وأخوة، تربي النفس وتهذب الأخلاق، مضيفا أن فرقته زارت 138 دولة عبر العالم من بينها الجزائر، وكانت في كل مرة تجد التجاوب الكبير بما تقدمه من فن روحاني وتراث تركي أصيل.