اعتذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الخميس، للسياسي الإسلامي الليبي عبد الحكيم بلحاج وزوجته، على سوء المعاملة التي تعرض لها بعد اختطافه وتعذيبه في عملية تورطت فيها لندن. وقال المدعي العام البريطاني جيريمي رايت في رسالة وجهها إلى البرلمان، إن "الحكومة توصلت إلى تسوية كاملة ونهائية خارج إطار المحكمة مع عبد الحكيم بلحاج وزوجته فاطمة بودشار حول دور المملكة المتحدة في اختطافهما"، حسب قناة "سكاي نيوز" البريطانية. وأقر رايت تعويض قدره نصف مليون جنيه إسترليني لزوجة بلحاج على خلفية الأضرار التي تعرضت لها بعد اختطاف زوجها وتعرضه للتعذيب على يد نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وفق المصدر ذاته. وساعدت الاستخبارات البريطانية "إم آي 6" نظيرتها الأمريكية في اختطاف بلحاج وزوجته في تايلاند عام 2004 وإعادتهما إلى ليبيا. وتواجدت زوجة بلحاج في البرلمان البريطاني، اليوم، للاستماع إلى نص رسالة رايت، فيما تواجد بلحاج في مقر القنصلية البريطانية في مدينة إسطنبول لاستلام خطاب الاعتذار من السفير البريطاني في تركيا، حسب ما ذكرت وكالة الأناضول للأنباء. "When we get things wrong, it is right and just we should acknowledge it" – the British Government apologises over the torture of Libyan dissident Abdel-Hakim #Belhaj pic.twitter.com/m8cdBj5sKR — Sky News (@SkyNews) May 10, 2018 PM 'sorry' to Libya rebel over 'appalling treatment' https://t.co/iLwgulzu1K — Sky News (@SkyNews) May 10, 2018 وفي وقت سابق الخميس، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، أن لندن توصلت لتسوية مع بلحاج الذي كان قائداً لفصيل ليبي ويقول إنه عانى لسنوات من التعذيب خلال حكم القذافي بعد أن سلمه جواسيس بريطانيون وأمريكيون لليبيا، وفق ما نقلت وكالة رويترز للأنباء. ويقول بلحاج، الذي قاد جماعة إسلامية ساعدت في الإطاحة بالقذافي في 2011 وأصبح الآن سياسياً، إن عملاء بالمخابرات المركزية الأمريكية اختطفوه وزوجته الحبلى آنذاك فاطمة في تايلاند عام 2004 ثم نقلوهما بشكل غير قانوني إلى طرابلس بمساعدة جواسيس بريطانيين. ومارست المخابرات المركزية الأمريكية تحت إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو. بوش ما يعرف باسم "التسليم الاستثنائي" أو نقل مشتبه بهم من دولة لأخرى دون إجراءات قضائية، وذلك بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. وتردد أن دولاً أخرى ساعدت في بعض الحالات. وقوبل هذا الأمر بإدانة واسعة في أنحاء العالم. وطوال سنوات سعى بلحاج لاتخاذ إجراءات قانونية ضد وزير خارجية بريطانيا الأسبق جاك سترو ووكالتي المخابرات الداخلية (إم آي 5) والخارجية (إم آي 6) ورئيس سابق للمخابرات وإدارات حكومية، بهدف الحصول على اعتذار من كل الأطراف المشاركة في تسليمه. وحاولت الحكومة البريطانية منع بلحاج من اتخاذ إجراءات قضائية، لكن المحكمة العليا رفضت مساعي الحكومة في جانفي 2017 وسمحت لبلحاج بمقاضاة المسؤولين عن نقله غير القانوني إلى ليبيا. ويقول بلحاج، إنه اعتقل في البداية في الصين ثم جرى نقله إلى ماليزيا ثم إلى موقع تابع للمخابرات المركزية الأمريكية في تايلاند. وتم تسليمه لعملاء المخابرات الأمريكية ثم نقله جواً إلى جزيرة دييغو غارسيا البريطانية في المحيط الهندي ومنها إلى طرابلس، وذلك في وقت حرصت فيه بريطانيا والولايات المتحدة على بناء علاقات مع القذافي. ولأنه عدو قديم للقذافي، فقد تعرض للسجن والتعذيب حتى الإفراج عنه في 2010، كما تعرضت زوجته لمعاملة سيئة خلال احتجازها لمدة أربعة أشهر. وقال سترو، الذي كان وزيراً للخارجية في حكومة طوني بلير، إنه التزم دوماً بالقانونين البريطاني والدولي. وأضاف في بيان: "لم أشارك قط بأي شكل في عملية التسليم غير القانونية أو في احتجاز أي شخص من قبل دول أخرى". The settlement in the Abdel Hakim Belhaj rendition case is to be announced today. Belhaj has previously said he'd settle for £1 as long as he received an apology from the British government https://t.co/KeUBcS7q7K — Nadia Khomami (@nadiakhomami) May 10, 2018