تعتبر التوابل مُكوّنا أساسيا في المطبخ الرمضاني، والجديد في السنوات الأخيرة، أنّ كثيرا من العائلات صارت تطلب التوابل من ولايات غربية، مثل تلمسانووهران، وحتى من المغرب وخاصة بالنسبة لتوابل "الحريرة"، ومع ذلك يُحذر المختصون من شراء التوابل المعروضة في الهواء، وأيضا المخزنة لسنوات طويلة، والتي تهدد بإصابة مستهلكها بأمراض خطيرة. إقبال كبير تعرفه محلات بيع التوابل والأعشاب العطرية، والتي لا يستغني عنها المطبخ الجزائري، منذ النصف الثاني من شهر شعبان استعداد لشهر رمضان الكريم، فلا تكاد تجد موطئ قدم لك داخل هذه المحلات في الأيام الأخيرة، فالكل يطلب كميات معتبرة، خاصة توابل "الشوربة" وتوابل مختلف أنواع "الشطاطح". وأكّد لنا صاحب محل لبيع التوابل، بسوق بن عمر بالقبة، أن العائلات صارت تطلب منه إحضار توابل من ولايات وهرانوتلمسان، لجودتها العالية، ووجود خلطات معينة من التوابل غير متوفرة في مناطق الوسط، وأضاف "مؤخرا أضحى المختصون في بيع التوابل يعدون خلطات تخص مأكولات معينة، فظهرت توابل السمك، والشاورمة، واللحم الحلو، والحريرة، والدجاج المحمر والدوارة…"، وهو ما يسهّل الأمر على ربات المنازل. كما انتهز كثير من سائقي الأجرة والحافلات إقبال المواطنين على التوابل القادمة من الغرب، فصاروا يجلبون معهم كميات كبيرة وتحت الطلب. (محمد) سائق أجرة يعمل على خط وهران- العاصمة، أكد لنا تلقيه خمس طلبيات من عائلات تخص توابل مُعينة، حيث قال "يكتبون لي في ورقة ما يحتاجونه من توابل ويعطونني المال"، وأكثر ما يُطلب منه توابل الحريرة التلمسانيةوالوهرانية. ومن جهة أخرى، يشتكي المواطنون من ارتفاع أسعار التوابل وبهارات الطهي، بررها البائعون بأن غالبية منتوجاتهم مستوردة من الخارج وبأسعار مرتفعة، لأن الإنتاج المحلي حسبهم "ضعيف جدا"، ولا يغطي الطلب الكبير خاصة في رمضان. فيما يعرض بعض الباعة بضاعتهم على حافة الطرقات، فيتركونها معرضة لحرارة الشمس والرّياح، وهو ما يجعلها من دون طعم ولا رائحة، والخطورة هي تجميعها لبكتيريات وفطريات سامة. وفي هذا الصدد، تحذر المختصة في التغذية، سهام ربيعي، من خطورة التوابل منتهية الصلاحية، فحسبها كثير من الباعة يعدون خلطات من توابل مجهولة المصدر، ويدعون أنها هندية أو باكستانية، وآخرون يخزنونها لسنوات عديدة، وهو ما يهدد بتعرض مستهلكها لبكتيريا السلامونيلا، والتي تنشأ في الخصوص في منتوج الفلفل الأسود، الزعتر، الكركم، ولهذا تنصح المختصة بالحذر عند اقتناء هذه التوابل. فيما تتعرض التوابل منتهية الصلاحية لتأكسد مادتها الكيميائية، وهو ما يهدد بظهور السرطانات وأمراض الكبد. ولذلك تنصح المُختصة، بتخزين التوابل في أماكن باردة ومظلمة، بعيدا عن حرارة المطبخ، كما يجب الاحتفاظ بها على طبيعتها من دون طحنها، على أن لا تتعدى مدّة الاحتفاظ بها أسبوعين مطحونة .