حذّر أطباء ومختصون، الأربعاء، من مخاطر الصوم لدى بعض مرضى السكري، وما قد يترتب عليه من مضاعفات صحية خطيرة يكون ظهورها مؤجلا إلى ما بعد انقضاء شهر الصيام، بينما تجبر فئة أخرى على توخي الحذر خلال أدائها فريضة الصوم. كشف رئيس مصلحة داء السكري بمستشفى عبد القادر حساني بسيدي بلعباس، البروفيسور الحاج الحبيب، على هامش تنشيطه الطبعة الثانية حول داء السكري، أن عدد المصابين بهذا الداء بلغ 40 ألف مصاب، 90 بالمائة منهم من فئة الكبار، بينما 10 بالمائة تشكل نسبة الأطفال ودون 16 سنة، يبقى أغلبهم ممنوعين من أداء فريضة الصيام، لاسيما منهم الذين يتناولون حقن الأنسولين، بينما يجبر آخرون ممن يتناولون الأقراص على ضرورة توخي الحذر طيلة اليوم خلال الشهر الفضيل، بقياس درجة السكر في الدم ثلاث مرات في اليوم على الأقل، من أجل التأكد من استقراره في الجسم، لتفادي وقوع مضاعفات قد تكون خطيرة. وكشف المتحدث أن المضاعفات الصحية التي تظهر بعد فترة انقضاء شهر الصيام، غالبا ما تتمثل في القدم السكرية، اضطرابات على مستوى الكليتين، إلى جانب تأثير ذلك على عمل العينين.. وهي المضاعفات التي تعد الأخطر، بحسب المختصين في مجال طب العيون. من جهته، ذكر رئيس مصلحة طب العيون بذات المستشفى، محمد حرمل، أن أمراض الشبكية الناجمة عن مرض السكري، تعتبر رابع سببا في الإصابة بالعمى في الجزائر حسب ما تؤكده الإحصائيات الرسمية، مضيفا أن التكفل الطبي بمثل هذه الحالات يكلف أغلفة مالية باهظة، وهو ما يتطلب الكشف المبكر عند الأشخاص المصابين بالسكري، بإجراء الفحوص الدقيقة مرة كل ثلاثة أشهر على الأقل، أما خلال شهر الصيام، فيكون من الضروري تفادي المخاطرة إذا ما نصح الطبيب المصاب بداء السكري بعدم أداء فريضة الصوم، لأن أعراض الإصابة بمثل هذه المضاعفات، كثيرا ما تكون مؤخرة إلى قرابة ثلاثة أشهر، وقد يكون اكتشافها متأخرا، ما يقلل من نسبة نجاح العمليات الجراحية التي يخضع لها المريض.