وقف فريق المراقبين الدوليين في سوريا، الجمعة، على آثار الجريمة البشعة التي نفذت ببرودة دم في قرية القبير بمحافظة حماة، وأكدت الناطقة باسم البعثة على وجود جثث محترقة ومتفحمة داخل منازل قصفت بالقذائف، ونقلت شهادات من قابلهم المراقبون ممن كشفوا عن تفاصيل الجريمة واتهموا القوات النظامية بخطف عدد من الأشخاص قبل تنفيذ "المجزرة" لا يعلم احد أي شيء عن مصيرهم. هذا وخرج الجمعة آلاف المتظاهرين في مناطق سورية عدة للمطالبة بإسقاط النظام، في ما أطلق عليه اسم جمعة "تجار وثوار يدا بيد حتى الانتصار" في محاولة لحث الطبقة البورجوازية ورجال الأعمال في سوريا على الانضمام للانتفاضة ضد النظام، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التظاهرات شملت أحياء عدة في مدينة حلب وريفها، وحماة وريفها، ودمشق ودرعا للمطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد. وأشار المرصد إلى أن هذه التظاهرات جرت "رغم التواجد الأمني الكثيف" و"الاشتباكات العنيفة" في عدد من المناطق. ونقلت "العربية نت" على لسان المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب وريفها محمد الحلبي بخروج آلاف المتظاهرين في أحياء المدينة، أكبرها في أحياء صلاح الدين وبستان القصر والشعار. وركزت الهتافات على "التنديد بخطة المبعوث الدولي كوفي عنان، وطالبت بالتدخل العسكري الفوري، وهتفت لشهداء مجزرة القبير (في ريف حماة) وحيت تجار دمشق وحلب على الإضراب" الذي نفذوه الأسبوع الماضي على مدى ثلاثة أيام احتجاجا على مجزرة الحولة في محافظة حمص في وسط سوريا. وأشار الحلبي إلى أن قوات الأمن واجهت المتظاهرين بإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، واعتقلت العشرات منهم. وفي دمشق - حسب نفس الموقع- خرجت تظاهرات في أحياء المزة والميدان وكفر سوسة والقدم وسوق سريجة، مطالبة بإسقاط النظام وإعدام الرئيس، بحسب ما أفاد المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة ديب الدمشقي، الذي أشار إلى أن عناصر الأمن أطلقوا النار على المتظاهرين وشنوا حملة اعتقالات. وقال إن اشتباكات وقعت في كفر سوسة بين "عناصر الشبيحة والجيش السوري الحر". من جهتها، أكدت المستشارة الخاصة لمنظمة العفو الدولية "دوناتيلا روفير" أن سوريا تشهد يوميا وقوع جرائم ضد الإنسانية، مطالبة بتحويل الأوضاع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية حتى يتم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. وقالت روفير في مقابلة خاصة مع قناة العربية الإخبارية الجمعة: "ما يحدث في سوريا يعد جرائم ضد الإنسانية.. واعتقد أن الوقت قد حان للمجتمع الدولي كي يتوقف عن الكلام ويتحرك لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة ضد النظام السوري". وتابعت قائلة: "من الضروري أن يتم تحويل الأوضاع في سوريا إلي المحكمة الجنائية الدولية حتى يتم معاقبة كل من قام بجرائم ضد الإنسانية".