شهد سوق تيجلابين للسيارات ببومرداس، في ثالث أيام الشهر الفضيل ركودا في الحركة التجارية على غير عادته مع غياب شبه تام للمتسوقين من باعة زوار ومشترين، وهذا بالموازاة مع الكساد التجاري الذي تشهده السوق. وجاء هذا الركود في الحركة التجارية بأكبر الأسواق الوطنية للسيارات تزامنا وحلول الشهر الفضيل المعروف لدى الجزائريين بكثرة المصاريف، ما دفع بالكثير إلى التفكير في الاقتصاد أكثر لقضاء المستلزمات الرمضانية دون غيرها مع العزوف عن دخول سوق السيارات والإضراب عن اقتناء مركبة في زمن الغلاء الفاحش وفي عز سياسة التقشف. سوق تيجلابين وإلى غاية منتصف نهار أمس السبت، لم يسجل دخول سوى بضع سيارات تعد على الأصابع ولم يمكث أصحابها مطولا في الفضاء التجاري، بل سرعان ما غادر هؤلاء في حدود الساعة العاشرة و30 دقيقة حسب تقدير مسيري وحراس السوق ممن تحدثوا إلى "الشروق اليومي"، وأشاروا إلى أن ما أحصاه أعوان التحصيل هو ما دون 30 مركبة وهو رقم ضعيف جدا بل رهيب بالمقارنة مع ما سجل في الأسابيع الماضية، على اعتبار أن هذا السوق يعد من أكبر الأسواق الوطنية التي يقصدها المتسوقون من مختلف ولايات الوطن. وبالتالي فإن يوم السبت هذا لم يشهد خلاله السوق أي صفقة تجارية فلا بيع ولا شراء ولا حتى مساومة. وأرجع بعض المتسوقين ممن تحدثوا للشروق أيضا سبب ذلك إلى حالة الترقب، في ظل ما يتم تداوله عن تخفيض لأسعار المركبات. وكذا تزامن موعد السوق مع حلول الشهر الفضيل الذي شهد هو الآخر وفي أول أيامه ارتفاعا فاحشا في أسعار الخضر والفواكه والمواد ذات الاستهلاك الواسع بالإضافة إلى رداءة الأحوال الجوية والأمطار التي تشهدها ولايات الشمال، ما أدى إلى عزوف الباعة والمتسوقين عن دخول السوق. الجدير بالذكر في هذا السياق أن سوق تيجلابين وخلال الأسابيع الأخيرة المنقضية، سجل انخفاضا معتبرا في أسعار السيارات تراوح ما بين 15 و20 مليون سنتيم، خاصة بالنسبة إلى السيارات المركبة محليا، وذلك في ظل التخفيضات التي أعلن عنها الكلاء في السيارات المستوردة أو المركبة محليا ما أدى إلى تأثر السوق بذلك وانخفاض أسعاره بدرجات متفاوتة.