إجراءات لإعادة إنعاش السوق بتشجيع الأنشطة المكملة وتخفيض سعر الدخول إلى 200 دج يعرف سوق السيارات بالكرمة ركود تام إذ يكاد ينعدم به الإقبال بتسجيل ما بين 17 و 20 و 30 سيارة دخلت هذا السوق خلال الأسابيع الأخيرة ليغادر أصحابها مباشرة بعد إكتشافهم إنعدام الحركية بهذا السوق الذي خصصت له الدولة ميزانية ضخمة لإنجازه بلغت 142950600 دينار بهدف تنظيم سوق السيارات و خلق موقع تجاري مخصص و مهيئ و منظم له لممارسة هذا النشاط في أحسن الظروف ،غير أن ضيق مساحته التي لا تتسع سوى ل 800 سيارة و عدم وجود عدد كبير من التجار الذين يمارسون أنشطة تجارية أخرى مكملة تضمن حركية السوق و تجلب المترددين عليه إضافة لتعود السماسرة و محبو سوق السيارات على الأسواق المفتوحة غير محددة النشاط و لا المساحة غير الموزعة الأنشطة حال دون تحقيق هذه الغاية، ليتجدد الإقبال الكبير على سوق بن فريحة بعد بضعة أشهر فقط من فتح سوق الكرمة الذي عرف خلال الفترة الأولى من فتحه حركية جيدة كل يوم جمعة نتيجة غلق سوق بن فريحة غير أنه و بمجرد إعادة فتح هذا الأخير بدأ الإقبال يتراجع تدريجيا بسوق الكرمة و قد سجلت أدنى الأرقام في معدل الإستقبال مند سنة تقريبا حسبما أكدته لنا مصادر مسؤولة من هذا السوق الذي لا ينكر المهتمون بسوق السيارات مناسبته لممارسة هذا النشاط كفضاء مهيئ و نظيف و سهل الوصول إليه و منظم أيضا بوجود مدخل و مخرج للمركبات غير أن ضيق مساحته المقدرة ب 33 ألف متر مربع و عدم وجود نشاطات تجارية مكملة بالقدر الكافي حال دون إمكانية نجاح هذا الإستثمار الضخم الذي يبدو أنه جسد دون فعالية و لا فائدة في ظل ترخيص سوقين للسيارات في مدينة واحدة خاصة و أن إدارة مؤسسة تسيير سوق الجملة المسؤولة عن هذا السوق لجأت لإستغلال مساحته كحظيرة سيارات ملحقة لسوق المواشي و هو ما يمكّن من تحقيق مداخيل دون الإضرار بأرضية السوق بإعتباره يستغل لتوقف السيارات فقط لا غير . بالمقابل يعرف سوق السيارات ببن فريحة حركية كبيرة جدا أيام الجمعة إذ يبدأ النشاط به مع الساعة الخامسة صباحا و إلى غاية منتصف النهار ،يقصده المتسوقون من كل الولايات سواء لبيع و شراء السيارات أو قطع الغيار أو الخردوات و حتى الخضر و الفواكه و الألبسة المستعملة و غيرها، إذ أن وجود هذه الأنشطة ساهم في خلق حركية كبيرة و توافد عدد هائل من المواطنين الذين يقصدون هذا الفضاء التجاري الذي قال لنا عنه السماسرة ممن وجدناهم أمس بسوق كاسطور أنهم يحبون الأسواق المفتوحة ،يمشون على التراب ،و يدخلون من المداخل التي تناسبهم حسب مستوى الإقبال ليجدوا عرضا هائلا من السيارات ما يضمن لهم العثور على طلبهم بسهولة و من تم كسر الأسعار بالعرض الكبير في حالة الشراء و رفع الأسعار لتحقيق أرباح بوجود عدد هائل من المتسوقين و من ثم طلب كبير في حالة البيع ،ثم التسوق لدى تجار الأنشطة المختلفة الذين يعرضون كل شيئ بأسعار معقولة ،إذ أن هذا التنوع يريح و يستميل السماسرة و المتسوقين على حد السواء الذين يطلبون الحركة التجارية و الإقبال الكبير أكثر من الظروف الجيدة و التهيئة التي يتميز بها سوق الكرمة الذي كان كما سبق الذكر نشاطه جيدا في الفترة الأولى من فتحه قبل إعادة ترخيص سوق بن فريحة حتى أن أصحاب السيارات الجديدة فضلوه لنظافة أرضيته التي تضمن بقاء سياراتهم كما هي إلى أن تدخل السوق لعرضها للبيع عكس سوق بن فريحة المعروف بوجود الأتربة في كل مكان و عدم تهيئته . في هذا السياق أكدت لنا مصادر مسؤولة من سوق السيارات بالكرمة بأنها إتخذت جميع الإجراءات لإعادة إنعاش هذا السوق بتشجيع الأنشطة المكملة و عمليات الإشهار التي قامت بها و تخفيض سعر الدخول إلى 200 دينار إضافة للمراسلات التي بعثت بها للجهات المسؤولة قصد الترخيص بسوق واحد فقط غير أن الوضع لم يتغير إلى أن إنعدم الإقبال بهذا السوق الذي صرفت عليه الدولة 142 مليون دينار جزائري .