ينظم المجلس الأعلى للغة العربية ابتداء من نهار الغد ندوة فكرية حول موضوع "تحديث العربية ومستقبلها في سوق اللغات" بمشاركة العديد من الخبراء الجزائريين والأجانب. ويأتي تنظيم هذه الندوة حسب ما أبرزه رئيس المجلس محمد العربي ولد خليفة خلال ندوة صحفية نشطها بالجزائر العاصمة في إطار إحتفال المجلس بالعشرية الأولى من تأسيسه. وأضاف المتحدث أنه سيشارك في هذه الندوة التي ستدوم يومين نخبة من المفكرين والأساتذة والباحثين في اللغة العربية وقضاياها من داخل وخارج الوطن ومؤسسات مختصة مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو) ومكتب تنسيق التعريب من الرباط (المغرب) والمجلس العالمي للغة العربية من بيروت. كما ستعرف الندوة مساهمة مختصين من مجمع الدول العربية السوداني وجامعة بير زيت من دولة فلسطين والمعهد العالي للغات التونسي والمركز العربي لترجمة العلوم الطبية للكويت إضافة إلى الأكاديمية الليبية للفكر الجماهيري. وأوضح المتحدث أن سيتم خلال هذا اللقاء دراسة ومناقشة عدة مواضيع منها "إعادة الإعتبار للغة العربية في المجتمع العربي" وكذا "مستقبل اللغة العربية ورهاناتها في ظل العولمة" إلى جانب محاور "التعريب والتنمية البشرية " و"عالمية اللغة العربية الرؤية والأداة" وكذا "تمكين العربية في مجتمع إقتصاد المعرفة " و" المعجم اللغوي التاريخي". وسيعكف المشاركون في إطار ورشتين علميتين على دراسة محورين هامين هما تحديث العربية وإسهامها في المجالين العلمي والتكنولوجي وكذا مستقبل العربية في سوق اللغات. وأكد ولد خليفة أن الهدف من هذه الندوة هو" الوقوف على النقائص والمعوقات التي تعترض عملية تعميم إستعمال اللغة العربية" في الحياة العملية وفي المحيط العام إذ تبين أن الإدارة بصفة عامة تحتاج إلى توحيد مصطلحاتها بالعربية خلال تعاملها مع الجمهور الواسع كما تحتاج إلى مصطلحات عربية تعبر عن الحقائق الجديدة. وذكر أن ثمرة جهود المجلس خلال العشرية السابقة مكن من "إخراج العربية من التجاذبات والتسييس" الذي كانت تعاني منه وجعلها لغة "موحدة " تجمع بين كل أبناء الوطن الواحد. وإستطرد المتحدث قائلا " إن تعميم إستخدام اللغة العربية لا يعني بأي حال من الأحوال القضاء على اللغات الأخرى سيما الأمازيغية التي تعد ثاني لغة رسمية في الجزائر والتي لا توجد أي عداوة بينها وبين العربية". وذكر رئيس المجلس أن العناية والإهتمام باللغة العربية "لا يجب أن يقتصر على ماضيها فقط" إنما العمل على إحيائها في العصر الحالي لتستعيد مكانتها على جميع مستويات الدولة ومختلف فئات المجتمع من خلال تقييم منتوجها الفكري والعلمي والتكنولوجي والأدبي.