كثيرون ذكروا اسم إيطاليا وهولندا وشيلي كأكبر الغائبين عن مونديال روسيا 2018، وقليلون تذكروا النكهة البريطانية التي كان يصنعها منتخب اسكتلندا الذي يلعب بحماس، لا يمكن أن يصله المنتخب الإنجليزي، ولكن في السنوات الأخيرة تراجع مستواه ولحق به منتخبا إيرلندا من شمالية وجنوبية، إضافة إلى بلاد الغال، وبقيت انجلترا المتأهلة حاليا للدور الثمن النهائي وحدها تحمل مشعل الكرة البريطانية المنشأ الأول للعبة كرة القدم الحالية. ولن تحلم بريطانيا بمونديال، مثل الذي حدث في السويد عام 1958، فمن بين 16 منتخبا شاركوا في الدورة، كان رُبعهم من بريطانيا العظمى، وهم الرباعي انجلتراوإيرلندا الشمالية واسكتلندا وبلاد الغال، ومع ذلك لم يصل أي منهم إلى الدور نصف النهائي، بينما بلغ الدور الثاني منتخبان فقط هما إيرلندا الشمالية وبلاد الغال، كما تميّزت كأس العالم في السويد بأول مشاركة للعملاق الاتحاد السوفياتي، وسيذكر التاريخ دائما هذا المونديال الذي سجل فيه فونتان الفرنسي الذي مازال على قيد الحياة 13 هدفا، وهو رقم صعب تحقيقه، وظهر اللاعب بيليه للوجود في سن ال 17 وحصلت البرازيل على لقب ظلت تبحث عنه منذ عام 1930. افتتح كأس العالم في غياب الآسياويين والأفارقة مرة أخرى، في الثامن من جوان، فسيطرت ألمانيا على الفوج الأول، وصحبت معها إيرلندا الشمالية للدور الربع النهائي، على حساب تشيكوسلوفاكيا والأرجنتين، فكان اول تأخل لإيرلندا الشمالية للدور الثاني، وفي الفوج الثاني ضربت فرنسا بالثقيل وتصدّرت رغم خسارتها أمام يوغوسلافيا، حيث تمكن فونتان في أول مقابلة من تسجيل ثلاثية، بعد فوز بسباعية مقابل ثلاثة على حساب براغواي، وحدثت المفاجأة في الفوج الثالث، بخروج المجر المرعبة، إذ فازت برباعية نظيفة في أول مقابلة، ثم تعادلت أمام بلاد الغال، وفي لقاء الموت كما سمته الصحافة، خسرت بثنائية نظيفة أمام البلد المنظم الذي تأهل رفقة بلاد الغال التي لم تتأهل للمونديال بعد ذلك، ولم تجد البرازيل سوى انجلترا التي أجبرتها على التعادل السلبي، بينما فازت بسهولة أمام السوفيات والنمسا وخرجت أنجلترا بخفي حنين، وبدأت الأمور الجادة في الدور ربع النهائي، عبر لقاءات صعبة، وجد فيها البرازيل صعوبة في الفوز على مفاجأة الدورة بلاد الغال بهدف نظيف، كما غادر السوفيات المنافسة بهدفين من السويد وأكملت فرنساوألمانيا تألقهما على حساب إيرلندا الشمالية ويوغوسلافيا برباعية وثنائية على التوالي. كان حلم الفرنسيين قد كبُر، بعد خروج الرباعي البريطاني المرعب ولكن البرازيل طعنتهم في النصف النهائي بخماسية مقابل اثنين، وحققت السويد فوزا كبيرا بثلاثية مقابل واحد أمام ألمانيا، ولم يعد أمام فرنسا سوى دعم لاعبها فونتان ليكون الأحسن في التاريخ في التهديف، فلاقت لأجل المركز الثالث ألمانيا وقصفتها بسداسية كان نصيب فونتان منها ثلاثة أهداف وضعته أحسن هداف ب 13 توقيعا على مرّ السنين، في الوقت الذي عاشت السويد في ال 29 من شهر جوان يوما مشهودا، منّت فيه النفس للفوز بكأس العالم، وكان بإمكانها تحقيق ذلك لو لم تصطدم بمنتخب برازيلي يقوده فتى في السابعة عشرة من العمر يدعى بيليه، الذي سجل هدفين في النهائي، ومنح التاج لبلاده في أكبر لقاء نهائي شهد تسجيل سبعة أهداف كانت خماسية منها لصالح البرازيل، وهو أول منتخب من القارة اللاتينية الأمريكية يحرز على اللقب العالمي في معقل القارة العجوز، في دورة مسجلة تلفزيونيا بالكامل، وأخذت بعدا إعلاميا جعل من منافسة كأس العالم أهم الأحداث العالمية.