يخطئ من يحلم بأيام جميلة للكرة الجزائرية وللفريق الوطني، على وجه الخصوص، فما حدث بإقالة رابح ماجر، وما يحدث من سعي لأجل انتداب مدرب كبير هو مجرد انفعال أو ردّ فعل أمام المشهد العالمي، الذي يتابعه الجزائريون بجوارحهم من روسيا، يذكرون بفخر بعض الانتصارات التي حققوها في كأس العالم، وبحسرة بقية الخيبات، ومنها خيبة الغياب عن المونديال. فإذا كان الشائع لدى عشاق الكرة أن خير طريقة للدفاع هي الهجوم، فإن في عرف مسئولينا أن خير طريقة للهجوم وحتى للدفاع هي الدفاع، والذين يحلمون حاليا بالمدرب الفرنسي رونار، الذي تألق مع منتخب المغرب، هم أنفسهم الذين طردوه من الجزائر عندما درّب اتحاد العاصمة وهم أنفسهم من استصغروه عندما حلم وسعى لتدريب الجزائر الكبيرة. التخطيط البعيد المدى الذي لا يتأثر بأي نتيجة هو الغائب وربما للأبد عن الجزائريين، وما قدّمه المغرب في روسيا، قد يكون سحابة ربيع تتبخر في قادم الأيام ويفشل رونار عن تحقيق نتيجة ولعب، كما فعل في مونديال روسيا، وكما قاد رايفيتش منتخب غانا لربع نهائي مونديال 2010 عجز عن الفوز أمام الكامرون بقيادة الجزائر في البليدة، وعلى قادة الكرة الجزائرية أن يفعلوا لا أن يكونوا ردّات فعل فقط وعليهم أن يقدموا خارطة عمل لا أن يكونوا صدى للشارع الذي يطالبهم تارة برونار وأخرى بخاليلوزيتش المدرب الذي عجز عن تجاوز الدور الأول من أمم إفريقيا رفقة الجزائر، وعجز عن الفوز أمام بوركينا فاسو في الدور الأخير التأهيلي لكأس العالم 2014 إلا بضربة حظ، وقدم مع الخضر أمام بلجيكا في مونديال روسيا أسوأ مباراة في تاريخ المشاركات الجزائرية في المونديال، ولم يحقق غير فوز أمام كوريا الجنوبية، ولم يقدمّوا في عهده جزءا صغيرا من اللعب الاستعراضي الذي كان يقدمه الخضر في عهد كريستيان غوركوف. يؤكد كبار الكرة العالمية على أن مدرب المنتخب الوطني يختلف عن مدرب الأندية، الذي يعيش مع اللاعبين طوال الموسم، فيكون مثل المزارع الذي يمكن من ثمار عمله التعرف على حقيقته، بينما يساعد الحظ مدرب المنتخب الوطني والأجواء العامة ونوعية اللاعبين وتكون خططه مُكمّل لهذا المحيط.