تعد مدينة حاسي مسعود من أهم المدن الصناعية على المستوى الوطني، زيادة على ذلك فإن عنصر النمو الديمغرافي تزايد بشكل كبير بالمدينة خلال 3 سنوات الماضية، حيث تقدر بعض الإحصائيات بالمدينة ببلوغها أكثر من تسعين ألف نسمة، إلا أن البناء العشوائي للسكنات والأسواق الفوضوية بالمدينة ساهم مؤخرا في بروز ظاهرة انتشار، ممارسات مختلف الأنشطة التجارية بطرقات وأحياء المدينة، خاصة السلع الاستهلاكية والتي يتم عرضها أمام أشعة الشمس الحارقة. خلال كل موسم صيف ومع تزايد الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، تزداد مخاوف عديد سكان مدينة حاسي مسعود من انتشار مختلف الأوبئة والأمراض المتنقلة، وهذا لأسباب عديدة من أهمها الانتشار الكبير لبيع وعرض مختلف السلع الاستهلاكية وأمام أشعة الشمس الحارقة بالطرقات والأسواق الفوضوية زيادة على انتشار القمامة والأوساخ بمحاذاتها. وبمقابل ذلك لا يتم احترام أدنى مستوى من شروط السلامة والنظافة، فيما يتعلق ببيع هذه السلع للمتسوقين يأتي ذلك كله في وقت يستغل العديد من هؤلاء لانعدام الرقابة، في هذا الشأن من طرف السلطات المعنية حيث أن هذا الأخير يستمر من موسم إلى آخر، دون أن يتم اتخاذ أي إجراء وقائي أو ردعي سواء من طرف المصالح المعنية على غرار مديرية التجارة بورقلة، أو على مستوى السلطات المحلية كمصالح البلدية المصالح الأمنية بمنع البيع بهذه الأماكن وبهذه الطريقه. وبالرغم من أن بعض الجهات من المجتمع المدني أقرت بتزايد هذه الظاهرة، كما أن رئيس المجلس البلدي في مداولاته الافتتاحية بعد فوزه بالانتخابات البلدية، أكد أن محاربة التجارة العشوائية بالطرقات من أولوياته، إلا أن ذلك لم يغير من الأمر شيئا وهو ما زاد من انتشار بيع مختلف هذه السلع بحواف الطرقات وكذا والأسواق العشوائية، على غرار السوق المتواجدة بحي بوعمامة وبعض التجار الفوضويين المتواجدين بالشارع الكبير حي عبد القادر مقدم، وهو ما يبيّن عجز السلطات المعنية عن التحرك لاحتواء الوضع. ويطالب عديد سكان المدينة بتدخل هذه المصالح للقضاء على هذه التجارة العشوائية والتي لا يحترم ولا يخضع بائعوها لأدنى شروط السلامة كوضع هذه السلع أمام أشعة الشمس الحارقة وتنظيف أماكن البيع من انتشار الأوساخ والأتربة بها، حيث توجد عديد الحلول يمكن من خلالها الحد من انتشار هذه التجارة العشوائية كالرقابة لاستعمال الوسائل الرمزية لهؤلاء، زيادة على فتح الأسواق الجوارية وتنظيمها على غرار السوق المغطاة، والتي تمت إعادة تهيئتها منذ أكثر من سنة، في حين لم يتم فتحها لحد الآن من طرف السلطات المعنية لأسباب مجهولة؟ وتوجد السوق الأسبوعية القديمة والتي تعتبر السوق الرئيسية، الرسمية المعتمدة من طرف السلطات المحلية، إلا أنه تم تركها وإهمالها منذ سنوات طويلة على أساس أن يتم إعادة تهيئتها، لتبقى على حالها منذ ما يزيد عن 15 سنة إلى يومنا هذا. ولكن الثابت من كل هذا هو توجه عديد السكان إلى المحلات التجارية السوبرماركت والتي تقوم ببيع مختلف المواد الاستهلاكية مع احترام كافة شروط السلامة، وكذا النظافة ولكن بالرغم من ذلك يبقى بيع مختلف السلع بالطرقات والأسواق وأمام أشعة الشمس في تزايد مستمر، وهذا كله للأسباب المذكورة سلفا ما أصبح يشكل خطرا على الصحة العمومية لسكان المنطقة برمتهم.