لا يزال فلاحو منطقة الطيبات التي تبعد بنحو 200كلم عن مقر الولاية من الجهة الشرقية وتتربع على مساحة تفوق 14628كلم2 بين الحديث عن مستقبل المنطقة الفلاحي وتداعيات الثورة الفلاحية التي تشهدها المنطقة منذ 10 سنوات والنتائج إلى تطلعاتهم كل موسم نتيجة نقص الإرشاد الفلاحي. رغم أن زراعة مختلف الفواكه والخضروات وخاصة الدلاع بالطيبات والوفرة بالأسواق المحلية وإغراق المنطقة بالمنتوج، إلا أن أسعاره تعرف تراجعا وعدم استقرار وتراجعا في الجودة نتيجة الكثير من التجارب غير الصحيحة وعمليات التهجين مع منتوج القرعيات غير الصحيحة وغير المدروسة وهو الوضع الذي كبد الفلاحين عديد الخسائر، خاصة بالمناطق الفلاحية التي لا تزال تعتمد على المحركات في سقي مزارعها أو تلك التي تعتمد على جلب الكهرباء لمسافات تتجاوز 3 كلم، كوابل فوق الأرض إضافة إلى تلك التي تعيش العزلة بسبب انعدام المسالك الفلاحية، ما يضطرهم إلى تأجير شاحنات الدفع الرباعي، وهو ما يكلفهم الكثير من المال، دون الحديث عن غياب التعاونيات الفلاحية بالمنطقة، وما يسببه في البحث عن الأدوية الوقائية لمعالجة كثير الأوبئة، الأمر الذي جعلهم يبحثون عنه في السوق السوداء وبأثمان باهظة. هذا المشكل من شأنه أن يقف حجر عثر في وجه تطوير المنتجات الفلاحية بالمنطقة إذا ما وجدت الاهتمام والعناية اللازمين، خاصة بعد وعود السلطات المحلية والولائية والاستماع إلى انشغالاتهم خاصة ما تعلق بكهربة المناطق الفلاحية وفكّ العزلة ومد المسالك الفلاحية وتعبيد الطريق، وإعادة الاعتبار للطرق التي تعرف التدهور، إضافة إلى مساعدة الفلاحين من خلال تنظيم أيام إعلامية للتوعية من طرف المصالح الفلاحية والمعاهد المتخصصة، هذا من جهة، وكذا العمل على توفير الأدوية الوقائية من طرف ذات المصالح بدل اقتنائها من السوق السوداء وبأثمان باهظة من جهة أخرى. ويضطر الفلاحون إلى اقتناء أدوية تصل إلى 5 ملايين للكلغ الواحد وإن كانت لم تؤد إلى الوقاية المطلوبة من الأوبئة. هذا ويبقى غياب الإرشاد الفلاحي والنقائص الموجودة سببا في كل هذا التخبط الذي يعيشه فلاحو المنطقة.