في سن الثانية والأربعين وخمسة أشهر، أغلق جمال بلماضي الرقم عشرين ضمن مدربي المنتخب الجزائري منذ الاستقلال، على أمل أن يواصل مساره مع الخضر في أهم تجربة تدريبية له إلى غاية مونديال قطر، البلاد التي بدأ منها رحلة التدريب وفيها لعب الكرة وهو في أوج عطائه بدليل أنه بعد مغادرته الدوحة كلاعب، انضم إلى نادي فالنسيان من الدرجة الفرنسية الأولى، وكان قائدا ولكن الإصابة أبعدته وبخرت حلمه في المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا وكان عمره قد قارب الرابعة والثلاثين. زار جمال بلماضي لأول مرة الجزائر كلاعب رفقة علي بن عربية وكانا رفقة مراد مزار، وتابع لأول مرة الخضر كمتفرج في لقاء السنغال ضمن أولى مباريات تصفيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان، وجرت المباراة في عنابة وانتهت بالتعادل السلبي، وقبل بلماضي الانضمام إلى الخضر ولعب رفقة بن عربية المقابلة الشهيرة في مصر التي سقط فيها أشبال المدرب المغترب عبد الغني جداوي بخماسية مقابل هدفين، ولم يلعب جمال بلماضي في حياته غير 20 مباراة مع الخضر سجل فيها خمسة أهداف، ثلاثة منها من ضربات حرة من خارج منطقة 18 مترا. وتبقى أهم مشاركة لجمال في كان تونس في شتاء 2004 عندما منحه المدرب رابح سعدان شارة القيادة وكان في الثامنة والعشرين من العمر، وتخصص في تنفيذ الكرات الثابتة وأسهم في تلك الدورة في ظهور الخضر بوجه مشرف، حيث قدم كرة حاسمة وقاد الخضر إلى التعادل أمام الكامرون والفوز بثنائية مقابل واحد أمام مصر، وبلغ ربع النهائي، قبل السقوط أمام منتخب المغرب في اللقاء الشهير، بثلاثية مقابل واحد. ولكن الخضر في عهده بعد ذلك غابوا عن كان مصر 2006 وكان غانا 2008، فبقيت تجربته الإفريقية محدودة، وتشرف بلعب مباراة فرنسا في باريس، حيث خسر أشبال ماجر برباعية أمام رفقاء زيدان مقابل هدف واحد، وقعه بلماضي من مخالفة مباشرة لم يحرك أمامها حارس الديكة بارتيز ساكنا. أربع سنوات بيضاء كاملة قضاها جمال بلماضي في باريس سان جيرمان لعب مرة كاحتياطي، فأحس بالتهميش فحمل حقيبته وهرب في سن العشرين إلى مارتيغ حيث سطع نجمه، فكانت وجهته نادي مارسيليا الذي تمتع معه بلعب رابطة أبطال أوربا وصار معشوق الجالية المغاربية في مارسيليا. وبقيت سنواته بين مدّ وجزر إلى أن لعب في موسم 2000 – 2001 دورا بارزا في إنقاذ مارسيليا من السقوط حيث أنهى الموسم هدافا للنادي ب 7 أهداف وترك فرنسا لتجريب حظه في سيلتا فيغو في إسبانيا ومانشستر سيتي في الدرجة الثانية في إنجلترا لينتهي به المشوار لأسباب مالية في قطر حيث لعب في اتحاد الدوحة والخريطيات وطار مرة أخرى إلى إنجلترا ولعب لساوثامبتون وكان أحسن لاعب في النادي، ليشده الحنين إلى الدوري الفرنسي حيث لعب قائدا لفريق فالنسيان قبل أن تنهي الإصابة مشواره كلاعب، فغامر في عالم التدريب ولكنه اكتفى بتجربة قطرية فقط، أحرز فيها مع نفس النادي لخويا أربعة ألقاب محلية، وحقق لمنتخب قطر كأس الخليج من شهر نوفمبر 2014، وتوقف في ربيع 2015 عن مهامه. أربع بطولات مع لخويا وتتويج عن منتخب قطر بكأس الخليج على حساب البلد المنظم السعودية، بهدف واحد في اللقاء النهائي، من تسجيل المهاجم جزائري الأصل ابن تيبازة بوعلام خوخي، وبمشاركة جزائري الأصل المهاجر كريم بوضياف. يعترف الفرنسيون لجمال بلماضي بالرزانة والصرامة، وحتى عندما شارك مرة في أحد الأفلام الفرنسية، تقمص دور رجل متزن يمتاز بالجدية التي يريد تطبيقها مع منتخب بلاده، ليخدم الخضر المتأخرين في الترتيب العالمي والغائبين عن آخر مونديال، ويخدم نفسه أيضا لأنه في بداية مشواره الاحترافي كمدرب.