قال المدير العام للغابات، علي محمودي، إن مصالحه تعكف حاليا على العمل من أجل رد الاعتبار المفقود لأعوان الغابات، بالكيفية التي تمكنه من الوقوف في وجه المعتدين على الأراضي التابعة لمصالح الغابات، مشيرا إلى أن صادرات الجزائر من الفلين خلال العام المنصرم، قدرت بنحو 16 مليون دولار. وأوضح محمودي، أن مصالح الغابات تتوفر على صفة الضبطية القضائية، كون أعوانها لهم تواصل مع وكلاء الجمهورية والنواب العامين في المجالس القضائية، غير أن بعض التراكمات حالت دون تمتعهم بالفاعلية التي توفرها له هذه الصفة، مثلما كان الحال خلال السنوات التي أعقبت الاستقلال. وأكد المدير العام للغابات في لقاء مع "الشروق" أن المعتدين على الأملاك الغابية أصبحوا لا يخشون مصالح الغابات، انطلاقا من يقينهم بأن العدالة هي من تبث في قضيتهم، وهو أمر يتطلب أشهر، عكس ما كان الحال في السابق، حيث كان عون الغابات هو من يحرر غرامات فورية ضد كل من يعتدي على الأملاك الغابية. ولمواجهة هذه الثغرات يجري التفكير، يقول محمودي، في الذهاب مباشرة إلى الغرامة المالية ثم الإخلاء الفوري للقطعة الأرضية التي يستولي عليها خواص بطريقة غير قانونية. وتعرف الغابة في القانون 84/12، بأنها كل منطقة توجد بها 100 شجرة في الهكتار، سواء كانت تابعة للخواص أو للدولة، وهي تخضع للقانون السالف ذكره، وهو ما يجبر الخواص على الحصول على تصريح من قبل مصالح الغابات مقابل قطع الأشجار أو إقامة مشاريع خاصة، مع إشراك رئيس البلدية. وتقدر مساحة الغابات في الجزائر وفق الجرد الذي أنجز في العام 2008 من قبل المكتب الوطني لدراسات التنمية الريفية التابع لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، ب4.1 مليون هكتار من المحيطات الغابية، منها نحو 1.7 ملايين هكتار غابات، وهي مساحة ضئيلة جدا مقارنة بالمساحة الإجمالية للجزائر والتي تقدر بأكثر من مليونين و381 ألف متر مربع. أما أنواع الأشجار الغابية المتواجدة في الجزائر فهي من الصنوبريات ومنها الأرز الأطلسي، المتواجد في كل من الهقار وجرجرة وبجاية، وجبال بابور، والبيبان، وواحة ثنية الحد بتيسمسيلت، بالإضافة إلى شجرة الفلين (البلوط) التي لها فوائد اقتصادية، ونحن الآن بصدد جني الفلين في الماضي كنا نجني 130 إلى 160 ألف قنطار، يقول المدير العام للغابات. يضاف إلى ذلك شجرة الزان المتواجدة بغابة أكفادو (بجاية) وفي غابات بشرق البلاد، والحلفاء في المناطق السهبية، وبعض الأصناف هي في طريق الانقراض، مثل الأكاسيا المعروفة بمقاومتها للجفاف، وسرول التاسيلي المهدد بالانقراض، والذي يحصي نحو 30 شجيرة. ووفق محمودي، فإن الغابات في الجزائر هي "غابات حماية" لأنها تحمي الأراضي الفلاحية والتجمعات السكانية من الانجراف والانزلاقات الترابية، وليست غابات لإنتاج الخشب كما كان الحال خلال الحقبة الاستعمارية، مشيرا إلى أنه لكن إلى وقت قريب كان خشب الزان يستعمل في إقامة مشاريع السكك الحديدية، غير أنه تم استبداله في السنوات الأخيرة بالخرسانة. استراتيجية لتوسيع المساحات الغابية وتحدث المدير العام للغابات عن استرتيجية لإعادة تشجير بعض المساحات الغابية وتوسيعها، غير أن هذه الاستراتيجية تواجهها مشاكل بسبب بعض الخصوصيات التي تميز شجرة البلوط، وقد أقامت الدولة مشاتل للبلوط في كل من سكيكدة وجيجل وميلة، يقول محمودي، على أن يتم غرسها في المناطق التي تم إنتاجها فيها حتى لا تتعرض للموت. وأشار المتحدث بهذا الخصوص إلى شروع بعض المستثمرين في جلب أنواع غابية استوائية تنمو بسرعة، حيث يمكن استغلالها بشكل محدود في مدة 7 سنوات، وفي 25 سنة لإنتاج الخشب والعلف. أما عن عدو الغابات، فتبدو الحصيلة الأولية مشجعة، حيث تحدث محمودي عن 308 حريق أتلفت ألفا 295 هكتار من بينها 794 هكتار غابات و162 هكتار أدغال و348 هكتار أحراش، مقابل 1255 حريق أتلف 12 ألفا و634 هكتار من بينها 4400 هكتار غابات 4087 هكتار أدغال في الفترة ذاتها من العام الماضي. وتم الشروع في استغلال الغابات من أجل الاستجمام على حواف الطرق وفي بعض المناطق الريفية، وفي هذا الصدد يقول المتحدث، قمنا بمناقصات على مستوى بعض الولايات من أجل استثمار خفيف، أكشاك من الحطب وليس الإسمنت حتى يسهل إزالتها عند الضرورة، وإعادة المكان إلى وضعه الطبيعي. كما تم الشروع أيضا في الاستثمار في النباتات الموجهة للصحة أو للعطور، وهناك منظمة وطنية تعنى بهذا النشاط، وفي الولايتين تم إنشاء جمعية للفلين والخشب، وجمعية للنشاط المختص في النبتات الطبية والعطرية، كما استحدثت حظيرة وطنية لنبات الأرغان الذي له قيمة اقتصادية كبيرة.