تشهد ولاية معسكر، في المدة الأخيرة تشديدات أمنية كبيرة غير مسبوقة، سواء داخل المدن والدوائر الكبرى، أو بالمناطق الريفية والطرق المؤدية إليها وهي إجراءات لم تشهدها المنطقة حتى في أشد الظروف التي مرّت بها البلاد خلال التسعينيات. وتتمثل هذه التعزيزات الأمنية في الانتشار المكثف لأعوان الشرطة المنتمين لمختلف المصالح عبر الأسواق اليومية والأسبوعية سواء المغطاة أو المفتوحة، إضافة إلى تعزيز الساحات والأماكن العمومية التي تستقطب أكبر عدد من المواطنين، وأمام الهيئات الإدارية والمؤسسات العقابية والتربوية، وكذا على مستوى الطرق الداخلية الثانوية والرئيسية المؤدية الى وسط المدينة مع تدعيم عناصر أخرى من الشرطة بأسلحة من نوع "كلاشينكوف" والواقيات الحديدية المضادة للرصاص ونشرهم عبر كبريات مفترق الطرق الواقعة بالمدن والأماكن العامة المعروفة بكثرة الحركة بها. أما عناصر الشرطة القضائية التي تدعمت بعناصر جديدة ووسائل حديثة، فإن نشاطها تضاعف في المدة الأخيرة مع تضاعف حركتها ودوراتها ليلا ونهارا بين مختلف أحياء المدن وشن حملات تفتيش عبر المقاهي والأماكن المشبوهة ونصب حواجز أمنية على مفترقات الطرق، قصد مراقبة الأشخاص والمركبات مع مضاعفة نشاطها المعهود عبر مختلف المناطق التي تشرف على تغطيتها كمدينة معسكر التي تضم ستة مقرات للأمن الحضري ووحدة للتدخل السريع وستة مقرات لأمن الدوائر بكل من المحمدية وسي. اللتين تضم كل منهما مقرات للأمن الحضري وفرق متنقلة للشرطة القضائية وكذا دوائر بوحنيفية وغريس وتيغنيف ووادي الأبطال المدشنة حديثا في انتظار تدشين مقر للأمن الحضري السابع بمعسكر. أما مصالح الدرك الوطني بمختلف فرقها الموزعة على 30 بلدية من أصل 47 المشكلة للولاية، لم تكن بمنأى عن تعزيزات أمنية مكثفة فرضتها على جميع المدن التي تشرف على ضمان التغطية بها مع نصب حواجز أمنية عبر مداخل ومخارج البلديات مع نشر أفراد يقومون يوميا بعمليات تفتيش ومراقبة للمركبات والأماكن المشبوهة وتوقيف الأشخاص للتعريف بهويتهم. أما مفترقات الطرق الكبيرة والطرقات الوطنية، فإن تواجد الدركيين بها في الآونة الأخيرة أصبح يوميا استعانة بالكلاب المدربة، عندما يتعلق الأمر بتفتيش المركبات أو الأشخاص، وقوات التدخل السريع التي تدعمت بها المجموعة الولائية للدرك الوطني بمعسكر مؤخرا. وبالموازاة مع النشاط الأمني المكثف لمختلف المصالح والحصار المفروض على جميع مناطق الولاية، فإن مصادر عليمة تتحدث عن دخول قوات الأمن المشتركة في عمليات تحرك نحو الجبال المحيطة بالولاية لضمان الأمن والإستقرار عبر المنافذ والأماكن التي يمكن أن ينتقل عبرها الخطر إلى أوساط المدن أو أن تتخذ بعض الجماعات الإجرامية من الجبال مخابئ لها وأماكن تلجأ إليها. أما مفارز الحرس البلدي، فقد تمّ تثبيتها على رؤوس الجبال والمناطق المتميزة بعلوها وعبر المناطق الريفية والنائية، خاصة على الحدود مع الولايات المجاورة، حيث تمّ تدعيم هذه الأخيرة بأجهزة للطاقة الشمسية ومركبات جديدة سهرت المندوبية الولائية للحرس البلدي على توفيرها قصد ضمان تموقع أفرادها داخل مفارزهم وتسهيل تنقلهم إلى المناطق المجاورة، خاصة مع توفير الهاتف اللاسلكي. أما أعوان الأمن والوقاية داخل الإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة، فقد تلقوا تعليمات تلح على ضرورة الحرص على مراقبة الأشخاص وحركتهم داخل الإدارات وتفتيش أمتعتهم وكل ما من شأنه أن يجلب الشبهة. هذه الإجراءات وبالرغم من أن بعض الأطراف قالت بأنها تدخل في إطار النشاط العادي لمختلف المصالح، كل حسب تخصّصه وإقليمه، فإن مضاعفة المجهود كان منذ التفجيرات الأخيرة التي هزّت العاصمة قبل أيام وبالتالي فإن تحركات المصالح الأمنية جاءت تخوّفا من تكرار سناريو الأربعاء الأسود بولاية معسكر، خاصة إثر تعدّد الإعلانات الكاذبة بوجود سيارات مشبوهة أضف إلى ذلك أن موعد الانتخابات التشريعية على الأبواب وبالتالي، فإن ضمان التغطية الأمنية والتحسّب لأية حالات مفاجئة، أصبح أكثر من ضرورة. قادة مزيلة