تشهد ولاية الجزائر تعزيزات أمنية استثنائية ميزها التواجد المكثف لأعوان الأمن من مختلف التشكيلات وحتى الرتب وكذا سلسلة الحواجز الأمنية المتمركزة خصوصا عند أهم المداخل الشرقية للعاصمة، كبرى الطرق وحتى الممرات الفرعية والثانوية، لتجعل العاصمة تحت طوق أمني مشدد· وقد لوحظت هذه الإجراءات الأمنية الصارمة التي اتخذتها مصالح الأمن جليا من خلال تكثيف نقاط المراقبة والتفتيش في محيط العاصمة وخصوصا في المناطق الشرقية، حيث لمسنا دقة أكبر في عمليات المراقبة لهوية الأشخاص وكذا تفتيشا أدق للسيارات وشاحنات النقل التي يضطر سائقوها الى فتحها والسماح لأعوان الأمن بتفحص البضائع والمحتويات· وحسب مصدر أمني، فإن الخطاب شديد اللهجة الذي وجهه المدير العام للأمن الوطني السيد علي تونسي عشية عيد الأضحى المبارك لإطارات وكبار ضباط الأمن لولاية الجزائر، كان وراء الصرامة الميدانية التي لمسناها مؤخرا ومباشرة عقب اعتدائي حيدرة وبن عكنون، حيث توعد السيد علي تونسي بتطبيق إجراءات ردعية ضد المتسيبين، أيا كانت رتبهم مؤكدا على ضرورة اليقظة· وقد كان لهذا الخطاب الأثر الواضح في الميدان من خلال التجند الكبير لأعوان الأمن من مختلف الأسلاك والرتب، حيث لاحظنا إطارات ومسؤولي عدة وحدات ومصالح إلى جانب رؤساء مراكز أمن الدوائر والأمن الحضري مجندين في الميدان ضمن خرجات خاطفة وخاصة·وعلى صعيد ميداني أتت التدابير الجديدة والخطط الأمنية المعتمدة منذ تفجيرات 11 ديسمبر الماضي أكلها، حيث أدى الحصار المفروض على مداخل العاصمة من قبل مصالح الأمن الى تمركز النشاطات الإرهابية بالحدود الشرقية للعاصمة سواء من جهة دلس بتيزي وزو او الأخضرية، بعد أن عجزت هذه الجماعات عن دخول العاصمة، حيث أفاد مصدر أمني ل المساء أن التفجيرات والهجمات الأخيرة لا سيما تفجير مقر الأمن بالناصرية كان موجها لضرب العاصمة لولا الحصار الأمني المطبق·