نجحت حملة "خليه يربي الريش" في كسر أسعار الدواجن، بعدما شهدت ارتفاعا محسوسا في الأيام القليلة الماضية، لتقارب 500 دج للكيلو غرام الواحد، وبعد المقاطعة التي أعلنها العديد من المواطنين والامتناع عن شراءه، عاودت الأسعار الانخفاض منتصف الأسبوع الجاري، غير أن الإقبال مازال ضعيفا. انهارت أسعار الدجاج في معظم الأسواق، الثلاثاء، غير أنها لم تنجح في استقطاب الزبائن الذين استغنوا عن استهلاكها استجابة لحملة "خلوه يربي الريش"، التي أطلقتها منظمة حماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، دعت من خلالها المواطنين لمقاطعته ليتراجع سعره بعدما كان قد تجاوز 450 دج، وكان مرشحا لبلوغ 500 دج، وخلال جولة قادتنا للسوق الشعبية لباش جراح، وقفنا على الانخفاض المحسوس في سعر الدجاج، أين بلغ سعر الكيلوغرام الواحد 310 دج، أما سعر القطع فبالنسبة لفخذ الدجاج 270 دج، الجوانح 200 دج، الصدر 280 دج ولم تختلف الأسعار كثيرا عن سابقتها في حسين داي، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج ل 340 دج، فخذ الدجاج 350 دج، الصدر 370 دج، أما الجوانح 240 دج للكيلوغرام الواحد. غير أن الأسعار المنخفضة لم تنجح في استقطاب الزبائن الذين مازالوا ممتنعين عن شراءه، يقول أحد الباعة إن المستهلك الجزائري إذا أعلن مقاطعة منتج ما فهو سيقاطعه لفترة طويلة، فحتى إذا انتهت الحملة والأسعار انخفضت، لكنه لا يقتنع ويظل ممتنعا عن الشراء، فالآن لا يوجد إقبال على شراء الدجاج حتى بعد تراجع سعره بشكل محسوس، مستثنيا بعض الفئات من المسنين الذين يشترون قطعة أو اثنين. أما صاحب محل آخر فأكد بأن الأسعار الجديدة لم تفلح في استمالة الزبائن للعودة لشراء الدجاج مثلما تعوّدوا عليه، ففي السابق كان يبيع أزيد من 40 دجاجة في اليوم الواحد، ناهيك عن القطع وشرائح "الإسكالوب" و"الكبد والقوانص"، أما حاليا فلا توجد حركية ولا بيع أو شراء، فمنذ أن فتح محله على الساعة السابعة صباحا، لم يبع سوى 7 دجاجات، وتوقع محدثنا أن تستمر حالة الركود، خصوصا وأنها تزامنت مع عيد الأضحى المبارك، أين يقل الطلب على الدجاج، فيما عبّر لنا العديد من المواطنين ممن التقيناهم في السوق عن رفضهم شراء الدجاج حتى لو أصبح ب 100 دج للدجاجة وليس للكيلوغرام، وهذا كي يكون درسا للتجار ليتخلصوا من جشعهم ولا يكون المستهلك كبش فداء في كل مرة، بينما أوضح الكثيرون أن الدجاج ليس من الضروريات فلا ضير في مقاطعته، خصوصا وأن هناك شريحة كبيرة من المواطنين قاطعوه رغما عنهم لسنوات وليس لأيام فقط. من جهتها، عرفت أسعار الدجاج المشوي هي الأخرى تراجعا، فبعدما وصلت ل 850 و900 دج، انخفضت لتصبح في حدود 750 و700 دج، وربط الكثير من أصحاب المطاعم الأمر بانخفاض أسعار الدجاج، ومع أن حجم الدجاج الذي يقومون بتحميره أو شبه صغير ووزنه لا يتجاوز 1 كلغ، غير أنه يتأثر في كل مرة بالأسعار وقد شملته هو الآخر حملة المقاطعة. وفي السياق، كشف رئيس منظمة حماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، مصطفى زبدي، أن حملة المقاطعة نجحت قبل الشروع فيها، وقد ولدت حالة قلق واستنفار لدى المكتب الوطني بين المهنيين لمربي الدواجن، تجلى ذلك في الاجتماعات الماراطونية لهم، فالحملة والتي دامت 3 أيام عادت بنتائج غير متوقعة. وأوضح زبدي أنهم بعد تواصلهم مع المربين علموا بتأثرهم البالغ من حملة المقاطعة، فقد انخفضت الأسعار لديهم أكثر من السوق، وهو ما جعل المنظمة تدرس سبل وضع حملة مقاطعة ممنهجة وسليمة، فأوقفوا الحملة لمقاطعة الدجاج في المحلات، وواصلوا حملة أخرى من خلال دعوة المربين لمقاطعة غذاء الدجاج والصيصان، التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير خلال 6 أسابيع الماضية، لتصل إلى 130 دج بعدما كان سعرها العادي 50 دج، واستجاب لهذه الحملة عشرات الآلاف من المربين عبر التراب الوطني، ومازالت هذه الحملة مستمرة إلى يومنا هذا، وقد سجل سعر الصيصان تراجعا محسوسا ليصل إلى 30 دج، وستظل مستمرة لحين الوصول لاتفاق مع محتكري السوق والسماسرة.