لم يجد أنصار شباب بلوزداد أنفسهم لوحدهم في محنتهم الكبرى، التي جعلت ناديهم يبدأ الدوري في قسمه الأول المحترف، بفضيحة، حيث خسر على أرضه على البساط في سابقة لم تحدث لهذا الفريق الشعبي الذي يمتلك ربما خامس قاعدة شعبية في الجزائر بعد مولودية العاصمة ومولودة وهران وشباب قسنطينة ووفاق سطيف، مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ألهبها أنصار شباب بلوزداد باحتجاجهم العنيف على من أوصلوا فريق البطولات إلى هذا الوضع وأعربوا عن تضامنهم مع ناديهم، وجدوا دعما غير مسبوق من أنصار كل الأندية مما يدل على أن شباب بلكور سابقا ترك أثرا بليغا بالإيجاب في قلوب مئات الآلاف من الجزائريين ويخطف حب التونسيين والمغاربة. أخذ شباب بلوزداد شعبيته في كونه أول ناد جزائري كان شعبيا يضم اللاعبين من كل مناطق الجزائر، وهذا لأنه تكوّن في أيام الاستقلال الأولى أي إنه دون عراقة كل الفرق الجزائرية التي تنشط حاليا في الدوري الممتاز، حيث تأسست جميعها باستثناء برادو قبل شباب بلكور، ففي أول سنة له كفريق مع سنة الاستقلال الأولى، جلب الحارس الأسطورة ناسو من فريق عين بنيان وضم زيتوني القادم من فريق باريس الثاني، وزرار الذي كان ينشط مع حمام الأنف في تونس، ومختار كالام لاعب نصر حسين داي سابقا، وحتى عاشور ولالماس استقدمهما من أولمبي العناصر، وواضح أن بلكور لم يكن بمقدورها في أول موسم لها في عالم الكرة أن تلعب بفريق من العدم، فاختارت بدقة لاعبين كبارا تمكّنوا بعد سنتين من أن يحوّلوا الفريق إلى ظاهرة وماكنة أهداف. ومن الحكايات التي رواها لنا الراحل حسان لالماس ووقعت في موسم 1964 -1965، أن نادي مولودية قسنطينة العريق زار ملعب العناصر، وسجل هدفا في الدقائق الأولى، ولكن رفقاء لالماس قلبوا الطاولة على الموك، وسجلوا ثمانية أهداف كاملة، هي أثقل نتيجة تلقاها الموك في تاريخه، وجلبت هذه النتيجة العار على أبناء مولودية قسنطينة، وعندما زارت المولودية القسنطينية مدينة عنابة لمواجهة فريقها حمراء عنابة، كان أنصار عنابة يستفزون الموك بأغنية R8 وهي نوع سيارة تابعة إلى رونو كانت شائعة وجديدة في ذلك الوقت، ولكن بعد أسبوع سافر رفقاء لالماس إلى عنابة وسحقوا الحمراء بثمانية أهداف كاملة. هناك ولايات لا يشجع قاطنوها غير شباب بلكور أو بلوزداد حاليا مثل ولاية جيجل التي يطالب بعض شبابها ببرمجة بعض مباريات الشباب على أراضيهم، كما أن الوهرانيين يعتبرون شباب بلوزداد فريقهم الثاني، ليس لأن ألوانهم تشبه ألوان بلوزداد الأبيض والأحمر، وإنما لحدوث قصة قديمة في زمن لالماس، عندما سيطر بلوزداد على الدوري بالطول وبالعرض ولم يسجل أي هزيمة في موسم 1969 _ 1970 ولكن في اللقاء الأخير لعب رفقاء لالماس بأقل جهد وخسروا بهدف أنقذ مولودية وهران من السقوط، والغريب أن شباب بلوزداد ومولودية وهران هما الفريقان الوحيدان اللذان لعبا 56 سنة كاملة في الدرجة الأولى ولم يغادرا القسم الأول سوى سنة واحدة. أعطى بلوزداد للمنتخب الوطني الكثير من النجوم إلى أن بلغ عدد لاعبيهم في زمن عاشور وسالمي ولالماس وعبروق 10 دفعة واحدة، ولم ينقطع عن مدّ شلال من اللاعبين، وحتى عندما لعب المنتخب الجزائري كأس العالم لأول مرة في إسبانيا سنة 1982، دخل جمال تلمساني الذي كان محترفا في فرنسا وهو من نجوم شباب بلكور، احتياطيا في مواجهة النمسا، كما أقحم ابن بلكور، ياحي حسين في مباراة الخضر أمام الشيلي، وكان في ذلك الوقت أصغر لاعب في التشكيلة الجزائرية المونديالية ب 22 سنة. هي خيانة للظاهرة الراحل حسان لالماس، وطعن إلى فريق امتزج ميلاده بفرحة الاستقلال.. هكذا عبّر الفايسبوكيون عن غضبهم.
ابن صاحب فكرة تأسيس شباب بلكور.. عبد الكريم سعدي ل"الشروق": المسيّرون الحاليون خانوا الأمانة… وعلى الجميع الرحيل قبل فوات الأوان اتهم عبد الكريم سعدي، نجل يحيى سعدي، صاحب فكرة تأسيس نادي شباب بلوزداد "بلكور" سابقا، المسؤولين الحاليين بخيانة الأمانة التي أوصى بها والده وبقية المؤسسين. وفي زيارة إلى مقر "الشروق" أمس، عبّر عبد الكريم سعدي عن أسفه الشديد مما يحدث للنادي الذي صنع أمجاد الكرة الجزائرية، داعيا في نفس الوقت الجميع إلى الرحيل وترك المكان لمن يريد الاستثمار في الفريق ولا يفكر في مصالح الشخصية: "مؤسسو الشباب كلهم مجاهدون، ونفتخر بكوننا عشاقه.. مسؤولو الفريق حاليا خانوا الأمانة التي أوصى بها الراحل والدي وبقية المؤسسين، ويجب أن يرحل كل من ليست له نية لتقديم الإضافة ويفكر في مصلحته الشخصية فقط". وقال نفس المتحدث إن رئيس النادي الهاوي كريم شتوف، يتحمل جزءا من مسؤولية ما يحدث حاليا في بيت بلوزداد: "شتوف يضع العراقيل والعقبات أمام الأشخاص الذين يريدون مد يد العون إلى النادي.. من جاء بمحمد بوحفص، هو من يتحمل مسؤولية الأزمة التي يعاني منها الفريق". وأشاد ضيف "الشروق" بالرئيس السابق رضا مالك، لاعتقاده أن الأخير كان بوسعه بناء فريق قوي، لو لم يتعرض لضغط كبير وأجبر على التخلي عن منصب رئيس مجلس الإدارة لصالح بوحفص. وصرح محدثنا أيضا بأن مصلحة النادي تقتضي وضع الخلافات الشخصية جانبا: "أحزنني كثيرا خروج المناصرين إلى الشارع يوم السبت الماضي والفوضى التي شهدتها شوارع بلكور.. يجب على جميع المتخاصمين وضع خلافاتهم جانبا والعمل جنبا لإعادة القطار إلى سكته الصحيحة، فالشباب لا يستحق ما يحدث له". ولكونه ابن صاحب فكرة تأسيس الفريق، فإن عبد الكريم سعدي يطالب بحق الانخراط في الجمعية العامة للنادي رفقة بقية أبناء المجموعة التي اجتمعت على إنشاء فريق شباب "بلكور" في 1962.