تشهد حركة القطارات بالعاصمة في الأيام القليلة الماضية تذبذبا وتأخرات بالجملة حولت سكان الضواحي بالعاصمة على غرار البليدة وبومرداس إلى جحيم لا يطاق، فضلا عن التأخر المتكرر وتعذر الالتحاق بمناصب العمل. وحسب ما وقفت عليه "الشروق"، بمحطتي بئر توتة وتسالة المرجة وصولا إلى محطة أغا بالعاصمة، فقد تسبب هذا التذبذب في خلط أوراق مئات المسافرين الذين وجدوا أنفسهم أمام سيناريو "جديد قديم" بالرغم من تعليمات وزير النقل والأشغال العمومية عبد الغني زعلان الداعية إلى ضرورة عصرنة الشركة وتطويرها. وقال مسافرون ل "الشروق" إنهم وجدوا أنفسهم في مأزق كبير، بعدما تسبب هذا التعطل في أزمة نقل "خانقة" عبر خطوط الضاحيتين الشرقية والغربية، خصوصا مع ساعات الذروة التي يلتحق فيها الآلاف بمناصب عملهم، خاصة أن هذا المشكل بلغ أشده في الأسبوعين الأخيرين، في ظل تقليص الرحلات، من جهة وعدم احترام المواقيت سواء في الفترتين الصباحية أم المسائية، الأمر الذي أجبر العمال والموظفين على البحث عن وسيلة نقل أخرى، وهو ما تسبب في وصولهم متأخرين عن الالتحاق بمناصب العمل. وعرفت، الخميس، محطات السكك الحديدية ازدحاما كبيرا وضغطا رهيبا للزبائن الذي لم يجدوا أي توضيح من طرف المديرية العامة للنقل بالسكك الحديدية، حيث وصل التأخر إلى 3 ساعات وأكثر في بعض المحطات، خاصة بعد إلغاء الرحلات الصباحية، في حين كانت الشركة قد أعلنت بحر هذا الأسبوع عن إلغاء رحلات عديدة في الفترة المسائية، ما حرم مئات الموظفين الالتحاق بمنازلهم إلا في ساعات متأخرة من الليل، وأسوأ ما في الأمر أن هذا المشكل الذي زادت حدته في الأسابيع الماضية بحجة صيانة وعصرنة السكة، لم يظهر أي مؤشر إيجابي للتخلص منه، لاسيما أن الضاحية الغربية التي تعاني من نقص فادح في الرحلات مقارنة بالأعداد الغفيرة من المسافرين لا تزال تعاني مع أزمة النقل. وأدى هذا الوضع إلى اندلاع شجارات بين الزبائن وأعوان المحطات، حيث عبر المسافرون عن تذمرهم الشديد من الوضع الذي آل إليه التسيير في الشركة وغياب الإعلام المسبق بوقوع مثل هذا الخلل. من جهتها، أعلنت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في بيان لها، عن تذبذب في حركة القطارات بسبب أشغال الصيانة، وأوضحت الشركة أن الأشغال كانت قد انطلقت في 12 أوت الجاري وستستمر 20 يوما، وحسب ذات المصدر، فإن الأشغال ستؤثر على حركة قطارات الجزائر غرب، حيث إن القطارات تنطلق من محطة آغا وتتوقف فيها، ما يعني أن هذه الناحية ستشهد أزمة خانقة في سير القطارات يومي العيد عكس ما وعدت به الشركة بخصوص ضمان برنامج خاص بعيد الأضحى.