حمّلت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، المواطن الجزائري مسؤولية ما يتخبط فيه من أوساخ وقاذورات تفتك بصحته وتُهدده بأوبئة العصور الغابرة، بسبب افتقاده للحس البيئي، ما جعل الجزائر تغرق -حسبها- في حاوية نفايات، في شكل أثّر على صورة وسمعة البلاد. لا وجود لوباء الكوليرا ونفت زرواطي، في تصريح خصت به "الشروق"، الثلاثاء، أن تكون الإصابات المسجلة بداء الكوليرا وباء وإنما مجرد حالات معزولة لا داعي لتهويلها، حيث تسعى السلطات العمومية للسيطرة عليها ومحاصرتها حتى لا تمس مناطق متفرقة من الوطن، مشيرة إلى أن "الوباء له خصوصياته ويحمل تعريفا مضبوطا وفق منظمة الصحة العالمية". اتهامات واعتبرت الوزيرة أن الجهات المعنية بمتابعة ملف الكوليرا "معهد باستور للتحاليل الطبية" لم يُشر في تقاريره إلى أن الأسباب التي تقف وراء تسجيل إصابات بالمرض، تعود إلى النفايات المنزلية، وبالتالي لا داعي للمزايدة وتوجيه اتهامات لمصالحنا". وأبرزت قائلة "لكن رغم ذلك تبقى وزارة البيئة طرفًا فاعلا في استراتيجية محاربة الأمراض المعدية التي تهدد صحة المواطنين خصوصا تلك المرتبطة بالبيئة ونظافة المحيط". ولا ترى زرواطي، أن مصالحها تأخرت في التحرك عقب إعلان الحكومة عن تسجيل إصابة مواطنين بداء الكوليرا، قائلة "حقيقة لم أفهم الهجوم الذي تعرضت له دائرتنا الوزارية رغم تسطيرها برنامجا سنويا يشمل عدة محاور تأتي في مقدمتها نظافة المحيط والبيئة، لكننا لم نتهرب من مسؤولياتنا". ولفتت المتحدثة إلى أن انطلاق حملة التنظيف بأحياء التراب الوطني تحت شعار "جيب جيرانك نقوها ونخلوها نقية" بداية الخميس المقبل، ليست متأخرة وجاءت في وقتها، بعدما استأنفت جميع الهيئات والمؤسسات عملها عقب عطلة الصيف، كما تأتي قبل الدخول الاجتماعي المرتقب مطلع سبتمبر المقبل. الحكومة بريئة والمواطن هو المسؤول! كما رفضت وزيرة البيئة تحميل الحكومة مسؤولية انتشار القاذورات والأوساخ بشوارع الجزائر، وأصرت على أن غياب ثقافة الحس البيئي لدى المواطن ساهم إلى حد كبير في تحويل الجزائر إلى حاوية كبرى للزبالة. في حين برّرت تريث الحكومة في اللجوء إلى وسائل تكنولوجية عالية الدقة في رفع النفايات، بعجز المواطنين في التزام بمواقيت إخراج النفايات ورمي مخلفات الأكل من نافذة المنازل والسيارات". وشددت عضو الحكومة: "في هذه الحالة مهما سخرت الدولة من إمكانيات مادية وبشرية لن تستطيع التحكم في ملف النفايات في ظل غياب الحس البيئي والوعي". وتأسفت فاطمة الزهراء زرواطي، لتغير ذهنية الجزائري الذي كان يعتبر في السابق الحي الذين يقطن به والشارع الذي يسير فيه جزءا من بيئته وحياته اليومية، فكانت نظافة البيئة أمرًا مقدسًا بالنسبة له، لكن اليوم يعتقد أن عالمه يقتصر على منزله وما دون ذلك فهو قابل للتلويث، وهو ما جعل رمي النفايات سلوكا عاديا بالنسبة لهؤلاء ولا تشكل أي حرج لهم". بالمقابل، أقرت زرواطي، بافتقاد بعض رؤساء المجالس الشعبية البلدية "الأميار" إلى الخبرة في تسيير ملف النفايات وهو ما أدى إلى تراكمها، معتبرة أن هناك برامج جادة واستراتيجية لتنظيف المحيط من قبل الحكومة لكن لا يوجد من يسهر عليها لأن بعض المسؤولين المحليين يفتقدون للخبرة وهم بحاجة إلى التكوين، وهو ما تقوم به وزارة الداخلية التي تستعد لفتح معاهد لتكوين المنتخبين. ضرائب جديدة وعودة الفرق الخضراء ورغم أن وزيرة البيئة اعترفت بوجود قوانين تفرض غرامات جزائية على ملوثي البيئة ونظافة المحيط، إلا أن هاته القوانين لم تر طريقها إلى التجسيد في ظل غياب التحصيل الجبائي الذي تبقى نسبته ضئيلة جدا، وفق تعبيرها. وكحل للمشكل كشفت الوزيرة عن مساعي تبذلها مصالحها للعمل على عودة الفرق الخضراء وإعادة إبراز دور شرطة البيئة لتكون أداة رادعة في وجه ملوثي البيئة والمحيط، متوقعة تفاقم الأوبئة وعودة تلك التي اختفت منذ العصور الوسطى في حال الاستمرار في تلويث البيئة بشكل غير مقبول.