أثنى كاتب الدولة الفرنسي، جون باتيست لوموان، على احتضان الجزائر، عملية "تطويب" رهبان تيبحيرين وغيرهم من الرهبان الذين قتلوا في الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي، فيما عرف ب"العشرية الحمراء". جون بابتيست لوموان أوضح أن ما قامت به يشكل "رسالة سلم وأخوة وتسامح"، مشيرا إلى أنه "يعبر ايضا عن روح التضامن مع الرجال والنساء الذين قضوا"، وهم يؤدون عملهم من أجل خدمة بلد احتضنوه واحتضنهم. من جهته، قال الأب توماس جورجون، الذي يتخذ من العاصمة الإيطالية روما مقرا لنشاطه الديني، إن "تطويب" الرهبان المسيحيين الذين قضوا خلال عشرية التسعينيات بالجزائر والبالغ عددهم 19 راهبا، ومن بينهم رهبان تيبحيرين السبعة، بكنيسة سانتا كروز، بوهران، أمس، تعتبر الأولى من نوعها في بلد مسلم. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس براس) عن البابا تيري بيكر، قوله إن هؤلاء الرهبان قضوا حياتهم بين أفراد الشعب الجزائري، وقدموا كل ما كان باستطاعتهم تقديمه. ويعمل الأب كيري راهبا بمدينة وهران منذ عام 1962، وهو من قدماء نواب المونسينيور كلافري، المغتال. ووفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، فإن عملية "التطويب" تمت تحت حراسة أمنية مشددة، وقد أشرف عليها ممثل عن البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، وهو الكاردينال أنجيلو بيتشو، الذي يعمل مسؤولا ساميا بدولة الفاتيكان. وبخصوص الرهبان الذين سيتم تطويبهم، قال الأب ريمي بازين مسؤول الجماعة من أجل الشؤون المقدسة، من العاصمة الإيطالية روما، إنهم (يقصد الرهبان المطوبون)، "قتلوا لأنهم مسيحيون، أي أنهم قتلوا بدافع الحقد، بسبب سلوكهم المستوحى من الإيمان". وحضر عملية التطويب، التي جرت أمس بكنيسة سانتا كروز، بوهران، نحو ألف و200 شخص جاءوا من مختلف بلدان العالم. أما الرهبان الذين تم تطويبهم، فيبلغ عددهم 19 راهبا، من بينهم 15 فرنسيا، وإسبانيين إثنين، وبلجيكي وآخر من مالطا، تم اغتيالهم في الفترة الممتدة ما بين 1994 و1996. ويوجد على رأس كل هؤلاء، المونسينيور بيار كلافري، أسقف وهران الذي قتل في أوت 1995، من قبل سائقه، ورهبان تيبحيرين السبعة، فضلا عن الآباء البيض الأربعة الذين قتلوا بتيزي وزو في عام 1994.