صرّح رئيس إتحاد التجار بقسنطينة، السيد بن جامع محمد السعيد أمس للشروق اليومي، بأن الموقف السلبي والغامض لوزارة الفلاحة أمام مشكلة انتشار مرض "الميلديو" وسط حقول البطاطا، سيما في المناطق التي تشتهر بزراعة هذا المنتوج الواسع الإستهلاك على غرار عين الدفلى ومعسكر والشلف، كل هذا زاد في تعقّد الوضع وانزلاقه إلى منطقة الخطر. وأضاف بالقول بأن الوزارة الوصية إذا لم تتدخل لتنظيم السوق وإعادة التوازن له في الأيام القليلة المقبلة، فإن سعر البطاطا سوف يصل في أسواقنا إلى المائة دينار للكيلغ الواحد، علما بأن منتوج الصحراء المعوّل عليه لتعويض النقص جاء في هذا الموسم محدودا وغير كاف، كما أن الدواء المستعمل لمقاومة مرض "الميلديو" لم يكن فعّالا وسرعان ما يفقد قيمته بمجرّد هطول المطر، الشيء الذي أضرّ كثيرا بمحاصيل زراعة البطاطا وتسبب أحيانا في وقوع صدمات نفسية بلغت حدّ الشلل لدى بعض الفلاحين. ويرى مختص في زراعة البطاطا وتسويقها باتحاد تجار قسنطينة أن أكثر من 150 تاجر جملة بعاصمة الشرق فضّل تسويق فواكه وخضر أخرى عوض البطاطا بالنظر إلى التهاب أسعارها في اليومين الأخيرين، حيث صعدت في أسواق الجملة من 22 دج إلى 46 دج خلال هذا الأسبوع فقط. وأضاف المتحدث بالقول على الوزارة الوصية إذا لم تتدخل باستيراد هذه المادة الحيوية التي تعتبر "لحم الفقراء" فإنها ستفتقد تماما في السوق وتصبح من الكماليات على غرار الكيوي والأناناس والأفوكاتو. والجدير بالذكر، أن مشكل البطاطا الذي عاشته بلادنا هذا العام والناجم عن جملة من المسببات المفتعلة والموضوعية مثل المضاربة والاحتكار وكذا الأمراض التي أكملت هذه السلسلة الجهنمية التي جعلت على سبيل المثال ولاية مثل وادي سوف تسوق هذا المنتوج الحيوي الذي هو البطاطا بسعر لا ينزل عن 50دج، كما سجل بأسواق هذه الولاية أول أمس. يحدث هذا، في الوقت الذي كانت فيه من أكبر الولايات المصدرة للبطاطا إلى الخارج، سواء من حيث الكمية أو النوعية أيضا. رشيد فيلالي