اعتبر مصطفى عاشوري رئيس اللجنة الوطنية للخضر والفواكه المنضوية تحت لواء اتحاد التجار والحرفيين أن البذور و نوعيه تحضيرها تعد من أسباب نقص منتوج البطاطا والتهاب أسعارها في السوق الوطنية . وفي تصريح ل"الشروق اليومي" من مكان تواجده بسوق بوڤرة بالبليدة حيث تأكد من دخول 40 شاحنة لمادة البطاطا _وهي البطاطا المخزنة في غرف التبريد من منتوج جوان- أوضح السيد عاشوري أن قضية البدور تعد أساسية في رفع كمية الإنتاج مشيرا إلى أن المحصول المحلي هذه السنة لم يغط حاجيات الاستهلاك رغم دخول كميات جديدة السوق دون أن تؤثر على السعر حيث بلغ نهار أمس 55 دينار بسوق الجملة، وهو ما يجعل سعر التجزئة لا يقل عن 70 دج في أحسن الأحوال. وارجع عاشوري المشكل الرئيسي لازمة البطاطا في الجزائر لانعدام تقنية مضبوطة لاختيار البذور، - حيث كما قال- أن البذور المحضرة محليا لا تنتج أكثر من محصول سنة واحدة، وأن البذور المستوردة بكميات قليلة وبأسعار مرتفعة في ديسمبر من كل سنة يتم غرسها في شهور جانفي، فيفري ومارس، إلى جانب مشكل غلاء الأسمدة والمواد الداخلة في الإنتاج كالمازوت. واعتبر رئيس لجنة الخضر والفواكه أن سعر الجملة المتداول حاليا بالسوق يعتبر بالنسبة للفلاح عادي مقارنة بالتكاليف التي يتكبدها لإنتاج المحصول الذي يصل تكلفته من 60 إلى 70 مليون سنتيم للهكتار الواحد، وحصر المتحدث الغلاء في تردي القدرة الشرائية للمواطن التي تطرح كعامل رئيسي في معادلة التهاب الأسعار، حيث ، في اعتقاده ، لم يعد أجر العمال والموظفين يتلاءم مع حجم المتطلبات من المواد الاستهلاكية. كما أوضح عاشوري أن الفلاحين الجزائريين ليس لديهم ثقافة التأمين على المحصول، وقال "حتما لن يغامر الفلاح في السنة المقبلة لإنتاج البطاطا بعد الخسارة المسجلة بسبب مرض الميلديو، كتلك الخسارة التي قاربت 50 بالمائة من المنتوج بولاية عين الدفلى"، وأضاف أن ولاية واد سوف هي الأخرى لديها إنتاج حاليا غير أن السعر لا يزال مرتفعا ويصل لغاية 70 دج على غرار منطقة الشمال. وفي ذات الشأن، قال مسؤول بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية ل"الشروق اليومي" أن مرض "الميديلو" الذي أصاب إنتاج البطاطا هذا الموسم، تسبب في تعقيد الإشكال المطروح بالسوق الوطنية بعدما انتشر المرض على 5 آلاف هكتار بمستويات مختلفة، فيما أكد أن 500 هكتار منها تضررت بشكل كبير، حيث أوضح أن الإنتاج يتحسن سنويا بداية من تسجيل 500 ألف طن سنة 2005، غير أن ذات المتحدث اعتبر أن الإشكالية تشابه قضية الحليب، حيث قال "إن المشكل مطروح عالميا ففي بلجيكا ارتفعت الأسعار 10 مرات بحكم استهلاك البلجيكيين للبطاطا المقلية بشكل معتبر"، وأعتبر أن المضاربة تساهم هي الأخرى في رفع الأسعار عند حدوث خلل في السوق الوطنية بسبب الندرة أو حالات المرض الناتجة عن الظروف الجوية ككثرة تهاطل الأمطار على المنتوج، محملا في ذات الإطار مصالح وزارة التجارة مسؤولية عدم تفعيل جهاز الرقابة لمراجعة الأسعار.ويشار أنه ما بين 22 إلى 24 ولاية تنتج البطاطا أهمها مستغانم عين الدفلى، معسكر، غربا سطيف، والبويرة وواد سوف بالجهة الشرقية إلى جانب أدرار جنوبا. بلقاسم عجاج