أدانت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، الإثنين، 6 متهمين متورطين في جنايات الإشادة بالأفعال الإرهابية، استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال لتجنيد أشخاص لصالح تنظيم إرهابي، محاولة السفر إلى دولة أخرى لارتكاب أعمال إرهابية ومحاولة الانخراط في جماعة إرهابية، بعقوبة السجن النافذ لمدة 3 سنوات و100 ألف دج في حق المدعو (ب.عبد الرحمن) و(ب.زين العابدين)، ولمدة 5 سنوات و200 الف دج غرامة لكل من المدعو (ب. الياس) و(ك.ميلود)، و9 سنوات وغرامة قدرها 300 الف دج لكبيرهم المدعو (ي.الحاج)، والقضاء غيابيا بالسجن لمدة 20 سنة ومليوني دج ضد الإرهابي الفار المقيم في سوريا المكنى أبو البراء. تعود وقائع القضية إلى تاريخ 02-01-2018، إثر تقدم والد المدعو (ب.عبد الرحمن)، البالغ من العمر 19 سنة، لدى مصالح الأمن للتبليغ عن ابنه، الذي استشعر تغيرا جذريا في سلوكياته، وتحوله من ابن بار بأهله وصالح في حق نفسه ووطنه، إلى شخص عصبي، متشدد في مواقفه وعنيف، لكن من دون معرفته للأسباب والخلفيات، وعلى اثر ذلك، تم فتح تحقيق في الموضوع، حيث كشفت عملية تفتيش لأغراض المتهم داخل منزله، عن حيازته فيديوهات محملة على حاسوبه الخاص، تتعلق بالتنظيم الإرهابي داعش والدعوة للتكفير ونشر أفكار "جهادية"، إلى جانب وثائق تتضمن كيفية صناعة المتفجرات، وعند استجوابه لدى الضبطية القضائية، فقد صرح بعلاقته بالمدعو (ب.زين العابدين)، الذي كان يحمسه للانخراط في تنظيم داعش، ونفس الأمر كان يمارسه هذا الأخير مع من يعرفهم من أقرانه ممن كان يلتقيهم بالمساجد، منهم المتهم (ك.ميلود)، وهو طالب جامعي بمعهد الشريعة والعلوم الإسلامية، كما أوضحت التحريات أن أصل هذه العلاقة يعود إلى شخص آخر يكبرهم سنا يدعى (ي. الحاج)، وهو ستيني، كان على تواصل مع الإرهابي المدعو فلاح محمد، المكنى أبو البراء، المقيم حاليا بسوريا، ومحل عدة أوامر دولية بالقبض عليه، وهو يعتبر نفسه جندي من جنود داعش، حيث كان المدعو الحاج يستثمر في علاقته بالمتهم زين العابدين، وجار له يدعى (ب. الياس) الحاصل على شهادة ماستر في علوم التسيير، وتاجر بمحل لبيع الملابس النسائية من أجل استقطاب اكبر عدد من الشباب للالتحاق بداعش وربط علاقاتهم به. سر "التيلغرام"! وكان المتهم الستيني يحثهم على استعمال تطبيق التليغرام استعدادا لاستغلاله في الاتصال بالجماعات الإرهابية دون انكشاف أمرهم، لكن المتهم عبد الرحمن، وخلال محاكمته أمس، أنكر علاقته بهذا التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى أن المدعو زين العابدين كان يلتقيه فقط بالمساجد، وانه كان يتردد على أكثر من مسجد بكل من حي سيدي الهواري، وسط المدينة والعقيد لطفي، مثلما فسر تواجد فيديوهات مشيدة بالأفعال الإرهابية بجهاز الكمبيوتر الخاص به، بأن ذلك من قبيل الصدفة، على اعتبار أنه يحمل العديد من الفيديوهات على اليوتيوب، منها ما يتعلق بالدراسة والموسيقى، وانه لم يكن له في ذلك اي خلفيات أو نوايا تصب في خانة التهم المنسوبة إليه، وعن تدهور علاقته بوالديه، نسب ذلك إلى غياب العدالة التي بدأ يلتمسها في تعاملهما معه مقارنة بإخوته، أما المدعو زين العابدين، الذي يكبر عبد الرحمن بعام واحد، فقد صرح أمام الضبطية أن علاقته بالمتهم الستيني قديمة منذ كان طفلا، على اعتبار أنه كان صديق عمه، لكنه أنكر علمه بأنه كان على علاقة بتنظيم داعش عن طريق أبي البراء. التخطيط لدخول سوريا عبر تركيا كما نفى المتهم إيداعه لطلب التأشيرة لتركيا على أساس الالتحاق ب"داعش" في سوريا عن طريق تركيا، وانه فعل ذلك رغبة منه في الهجرة كغيره من شباب الوطن، أما المدعو (ي. الحاج)، الذي اعتبرته رئيسة المحكمة من خلال ملف القضية، "زعيم المتهمين" الماثلين في قضية الحال، واتهامه بالسعي للتأثير على عقول شبان في سن أولاده، بمحاولة جرهم لممارسة الأفعال الإرهابية بالخارج، عن طريق تجنيدهم ضمن تنظيم داعش، فقد صرح بأنه لعب دور الناصح للمدعو زين العابدين الذي كان يخطط للهجرة لأوروبا، كما أنكر دعوته لهذا الأخير ولباقي المتهمين الذين كان يلتقيهم فقط بالمساجد أو يتواصل معهم عبر الفايسبوك لإدخال تطبيق التليغرام إلى هواتفهم لأغراض مبيتة، لتلتمس النيابة العامة في حق جميع المتهمين عقوبة السجن لمدة 20 سنة وغرامة نافذة قدرها مليوني دج، قبل أن تصدر المحكمة الأحكام المذكورة سلفا. خ.غ