واصل الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) دوسه على القوانين، بعدما جدد قراره بمنع الكثير من أندية البطولة المحترفة من استقدام لاعبين جدد خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، بسبب الديون المتراكمة عليها، بالتزامن مع تجاهل الأندية المعنية لقرار الفاف، حيث قامت بضم الكثير من اللاعبين الجدد خلال "الميركاتو" الشتوي الحالي، ما ينبئ ببروز أزمة جديدة بينها وبين الفاف على غرار ما حدث مع مطلع الموسم الجاري. ونشر الاتحاد الجزائري لكرة القدم بيانا بموقعه الرسمي جدد فيه مطالبته الأندية المدانة بضرورة تسوية مشاكلها المالية، أو الحصول على حكم قضائي لصالحها من طرف المحكمة الرياضية الجزائرية (التاس)، وإلا فإنه سيتم منعها من الاستفادة من لاعبيها الجدد، وجاء في البيان: "سبق وأن قام الاتحاد بإرسال نشرية للرابطة المحترفة والأندية المحترفة، قصد تذكيرهم بالإجراءات المتخذة فيما يخص ديون الأندية، وفي هذا السياق يشعر اتحاد الكرة الجزائري الأندية المدانة بأن الطعون التي قدمتها على مستوى المحكمة الرياضية بخصوص الديون المترتبة عنها، لا يعني أبدا تجميد قرار المنع من الاستقدامات الصادر في حقها"، وأضاف البيان: "الأندية التي تترتب على عاتقها ديون تقدر بأكثر من 10 ملايين دينار (مليار سنتيم) ممنوعة من ضم لاعبين جدد، حتى تقوم إما بتخفيض هذا المبلغ، أو تحصل على حكم قضائي نهائي لصالحها من طرف المحكمة الرياضية". ولم تكشف الفاف أبدا عن المعطيات الجديدة الخاصة بالأندية الممنوعة من الاستقدامات بعدما قامت بعضها بتسوية ديونها أو تخفيضها إلى ما دون المليار سنتيم، بينما لجأ شباب بلوزداد مؤخرا إلى المحكمة الرياضية للحصول على 3 نقاط خصمت من رصيده في مرحلة الذهاب بسبب الديون، بحجة إخلال الفاف والرابطة بالإجراءات القانونية المعمول بها في التعامل مع الأندية المدانة، كما لوحت إدارة الشباب في بيان لها مؤخرا باللجوء إلى الفيفا في حال لم تحصل على حقوقها. ورغم أن "الفاف" كشفت "متأخرة كالعادة" في شهر نوفمبر الماضي عن تلقيها نشرية من الفيفا بتاريخ 9 ماي من العام المنقضي تخص كيفية التعامل مع الأندية المدانة والمخلة بالتزاماتها مع لاعبين ومدربين سابقين، إلا أنها لم تلتزم بها حرفيا، وضربت بها عرض الحائط، حيث لم تنص النشرية أبدا على منع الأندية من إجازات لاعبيها الجدد، أو تسقيف ديونها عن مليار سنتيم قصد السماح لها بانتداب لاعبين جدد، وإنما قامت فقط بتذكير الفاف بأنها ألغت المهلة الممنوحة للأندية لتسوية ديونها، وبالتالي أكدت على وجوب خصم النقاط فقط، مع إنزال الأندية الممتنعة عن تسديد ديون لاعبيها إلى الدرجة السفلى. وينذر هذا الوضع بأزمة جديدة قد تصيب البطولة مرة أخرى، في ظل اشتداد القبضة الحديدية بين الهيئات الكروية والأندية، وبالرغم من القرارات التي اتخذتها الفاف لأجل التخلص من مشكلة ديون الأندية، إلا أن هذه الأخيرة تجاهلت الأمر وقامت بضم لاعبين جدد، على بعد يومين فقط من انطلاق مرحلة إياب البطولة.