لم تقدم الجولة الأولى من مرحلة الذهاب من الدوري الجزائري، ما تمناه عشاق الكرة في الجزائر، وإذا كانت بقية الأندية قد تحججت بافتقادها المنافسة والإيقاع، بعد أكثر من شهر من الراحة الشتوية فإن الثلاثي المعني بالمنافسة الإفريقية لم تكن له أي حجة، لأنه لعب مباريات قوية، خاصة شبيبة الساورة والنصرية الذين تأهلا بصعوبة وبعد خوضهما مباراتين كبيرتين أمام فريقين قويين. المواجهة التي جمعت بين فريقين على بعد أسبوع من المنافسة الإفريقية بين نصر حسين داي وشباب قسنطينة، كانت باهتة إلى درجة الملل، ولولا هدف سجل من خطأ في دفاع النصرية من الهداف الصائم أمين عبيد في الربع ساعة الأخير، لكانت المباراة صفرية في كل شيء، والغريب أن عبيد الذي كانت أهدافه في الموسم الماضي حاسمة، وبلغت 16 هدفا وضعت السنافير في المقدمة ومتوجا بلقب الدوري، لم يسجل بهدفه في مرمى النصرية سوى هدفين وهو رقم محير للاعب كان على مشارف الاحتراف خارج الوطن، وما لوحظ على شباب قسنطينة، أنه حافظ على قوة دفاعه الذي لم يتلق لحد الآن في منافسة رابطة أبطال إفريقيا أي هدف بعد خوضه لأربع مباريات، بينما حير نصر حسين داي أنصاره، وأخافهم على بعد مقابلة من بلوغ دور المجموعات في كأس الكونفدرالية، حيث سيواجه نادي بنغازي الليبي المحروم من الاستقبال على ميدانه، وسيستقبل النصرية في تونس، كما أن أول مباراة سيلعبها شباب قسنطينة ستكون أيضا في تونس أمام النادي الإفريقي في ملعب المنزه القديم، وهي المباراة التي قد يحضرها قرابة خمسة آلاف سنفور يصرون على ان يبدأ فريقهم دور المجموعات، بانتصار من خارج الديار يضعهم في رواق جيد لأجل التأهل للدور الربع النهائي، بعد أن أعلنها صراحة المدرب الفرنسي للفريق بأنه يطمح للفوز باللقب القاري. شباب قسنطينة بعد فوزه الثمين في العاصمة قفز في الترتيب العام ولم يعد يفصله عن صاحب المركز الأول سوى 11 نقطة، وعن المركز الثالث المؤهل لكأس الكونفدرالية الذي يحتله وفاق سطيف سوى نقطتين فقط، لكن ما يخيف مناصري الشباب هو الأداء السيء للهجوم الذي يجد صعوبة في تسجيل هدف واحد، حتى أمام أضعف الأندية كما حدث في منافسة الكأس، حيث لم يسجل سوى هدف أمام نادي الأخضرية، وجزمت النصرية على أنها لا تتحرك إلا في وجود اللاعب قاسمي، الذي غاب عن لقاء الشباب القسنطيني فكان ظلا لنفسه، ولم يحرج المنافس إطلاقا حتى عندما تلقت النصرية هدفا. خوف آخر سكن قلوب متابعي ممثلي الجزائري وأهل بشار أيضا، بعد خسارة شبيبة الساورة في ملعبها بهدف نظيف أمام شبيبة القبائل، أبناء بشار الذين سيلعبون في تانزانيا حيث مفروض عليهم تجاوز أضعف فريق في مجموعتهم الإفريقية قبل استقبالهم التاريخي للنادي الأهلي المصري، عجزوا عن دك شباك القبائل، وحتى عندما تلقت شباكهم هدفا من البورندي عبدالرزاق فيستون لاعب الشبيبة، عجزت عن تهديد مرمى القبائل، وهي المطالبة بالتسجيل إن أرادت بلوغ ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا في ثاني مشاركة إفريقية لأبناء الصحراء. وتحتل الساورة المركز الرابع بفارق عشر نقاط كاملة عن صاحب المقدمة اتحاد العاصمة، ونقطة واحدة عن مركز الكاف الذي يحتله وفاق سطيف. الحظ ساعد الفرق الجزائرية الثلاث التي مازالت في السباق الإفريقي، حيث ستلعب الساورة خارج ميدانها مع أضعف فريق في المجموعة، وإذا حققت الانتصار فكل الأبواب ستكون مفتوحة أمام أشبال المدرب نغيز، لأنهم سيستقبلون الأهلي المصري في الجولة الثانية في بشار بمعنويات مرتفعة، كما سيسافر السنافير إلى الجارة تونس، وهم متأكدون بأنهم سيلعبون وكأنهم على ميدانهم بمدرجات مشتعلة تشجيعا من أنصارهم الذين بدأوا منذ الفوز في أوغندا في الدور التصفوي السابق، في ترتيب السفرية إلى العاصمة التونسية من أجل العودة بالنقاط الثلاث وتعبيد التأهل لربع نهائي المنافسة، ولن يجد نصر حسين حظا أجمل من أن يلعب مباراة على أرضه وأخرى في ملعب محايد مع منافس ليبي من المفروض أنه في متناوله. ب. ع