قال الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، الحاج محمد عليوي، إن السلطات بدأت تتحكم تدريجيا في محاصرة داء طاعون المجترات الصغيرة، والحمى القلاعية، حيث تراجع عدد نفوق الخرفان في الولايات السهبية، ونجحت ولايات مثل المدية وتيارت والمسيلة وسعيدة وسيدي بلعباس وتلمسان في مواجهة هذه الأمراض، وهذا مؤشر حسبه، يؤكد فتح أسواق الماشية قبل مضي شهر تقريبا. وأوضح، عليوي، أن موت الخرفان الصغيرة منذ بداية انتشار الطاعون، لن يؤثر أبدا على عدد رؤوس الأغنام الموجهة لسوق الأضاحي، لأن هذه الخرفان حتى لو بقيت حية، لا تحسب في قائمة مواشي عيد الأضحى، لكنه لم ينف بقاء داء الطاعون يهدد وبصفة مستمرة صغار المجترات في الجزائر، مثله مثل الحمى القلاعية، لأسباب تتعلق بالكثير من النقائص سواء المرتبطة بعمل البياطرة أم تلك المحيطة بظروف التربية والغذاء، والمناخ الصحي. وطمأن محمد عليوي، جميع الموالين الذين فقدوا رؤوسا من ماشيتهم، بسبب الطاعون والحمى القلاعية، بتلقيهم تعويضات من طرف وزارة الفلاحة، مؤكدا وجود 600 ألف مربي أغنام مسجلين لدى الفدرالية الوطنية للموالين، مع إحصاء 29 مليون رأس غنم كثروة حيوانية محلية في الجزائر . من جهته، أكد بولنوار الحاج الطاهر، رئيس الجمعية الجزائرية للتجار، والحرفيين، أن استهلاك اللحوم الحمراء تراجع بنسبة 30 بالمائة، في الفترة التي انتشر فيها طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية، وهذا بسبب مخاوف لدى المستهلك من عدوى مزعومة، قد تنتقل إليه عن طريق اللحوم، ويدخل هذا في خانة الجهل بجوانب كثيرة لأمراض تنتشر وسط الماشية. وقال بولنوار إن زيادة الطلب عن العرض في ما يخص اللحوم الحمراء ستظهر بعد 3 أشهر تقريبا، وتزامنا مع شهر رمضان، حيث حذر من الاستمرار في غلق أسواق الماشية لمدة تصل إلى شهر، ما قد يحدث هزة قوية في أسعار اللحوم، التي يتوقع أن ترتفع ب20 بالمائة. وحسب بولنوار الحاج الطاهر، فإن أكثر المتضررين من غلق أسواق الماشية بسبب طاعون المجترات الصغيرة، والحمى القلاعية، هم الموالون غير المؤمنين، مطالبا وزارة الفلاحة بفتح هذه الأسواق تدريجيا حسب الولايات التي تم محاصرة الداء فيها، مضيفا أنه في حال استمرار انتشار هذه الأمراض بين الماشية سترفع الجزائر فاتورة استيراد اللحوم إلى نحو النصف. في الموضوع، يرى نائب رئيس الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك، محمد عبيدي، أن وضع الثروة الحيوانية في الجزائر، مهدد في حال عدم احتواء الأمر، متوقعا زيادة في أسعار اللحوم الحمراء التي ارتفعت نسبيا هذه الأيام حيث أصبح السعر المتوسط في حدود 1600 دج. وقال إن نفوق أعداد هائلة من الخرفان، سيؤثر حتما على سوق اللحوم في الجزائر، مطالبا بضرورة تدعيم جهاز البيطرة، ومضاعفة دور المخابر والتنسيق مع مخابر دولية.