اعترف مدير الأمن العمومي بالمديرية العامة للأمن الوطني مراقب الشرطة عيسى نايلي، أن العنف في الملاعب أصبح كسرطان ينخر الكرة الجزائرية، وكشف أن جل التحقيقات في الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة، تعود إلى الحساسية والتشنج بين الفرق، بالإضافة إلى الجوانب التنظيمية للحدث وتفاعل لجان الأنصار، مؤكدا أن مكافحة العنف في ميادين كرة القدم مسؤولية كل الفاعلين في قطاع الرياضة ولا يمكن لعناصر الأمن الوطني مجابهة هذا الوضع بمفردها، مشددا على أن سحب أفراد الشرطة من الملاعب مستحيل في الوقت الراهن. دعا عيسى نايلي الأحد خلال ندوة إعلامية حول العنف في الملاعب تحت شعار "الرياضة أخلاق.. كفى انزلاقا"، والتي نظمت على مستوى مديرية الأمن العمومي بالمحمدية بالجزائر العاصمة "كل الأطراف إلى الانخراط جديا للقضاء على ظاهرة العنف وحث جماهير كرة القدم على الارتقاء بسلوكها إلى مصاف الشعوب المتقدمة"، مؤكدا ان "المؤسسة الأمنية ستستمر في المساهمة في توعية وتحسيس المناصرين للتصدي لهذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع الجزائري وللمنحرفين عن القانون بالتنسيق مع كل الفاعلين من جمعيات رياضية ومجتمع مدني واعلاميين". كما اعتبر مدير الأمن العمومي أن "المبادرات والاجتماعات التي جمعت مختلف الوزارات أسست لوضع إستراتيجية شاملة لمناقشة القانون 13-05 المتعلق بتنظيم الأنشطة الرياضية والبدنية وتطويرها"، داعيا إلى ضرورة استصدار النصوص التطبيقية لهذا القانون لضبط قواعد التنظيم في الملاعب، مؤكدا على ضرورة التنسيق والشراكة المستمرة بين كل الساهرين على حال الكرة الجزائرية، خاصة المسيّرين، رؤساء الأندية، أعوان الملاعب ولجان الأنصار، لما لها من دور بارز في التأطير الوقائي للأنصار وامتصاص غضبهم وتعصبهم المحتمل، من خلال تهذيب سلوكياتهم الرياضية، بالإضافة إلى سلوكات وأخطاء بعض الحكام واللاعبين. توقيف 726 مشاغب بينهم 82 قاصرا وتحطيم 66 مركبة وبلغة الأرقام، كشف مراقب الشرطة نايلي أنه في إطار التسيير الأمني للمقابلات الكروية خلال مرحلة الذهاب للموسم الرياضي 2018 2019 على مستوى التراب الوطني، تم تسخير أزيد من 200 ألف شرطى لتأمين 927 مقابلة تدخل في إطار البطولة الوطنية المحترفة للرابطة 1 و2 ولقاءات أخرى خاصة بقسم الهواة، كأس الجمهورية والمنافسات الدولية، استقطبت مليوني و218 ألف و502 مناصر. ويضيف الضابط الأمني، تم تسجيل 80 حادثا، موزعة كما يلي: 28 حادثا في الرابطة الأولى، 8 حوادث في الرابطة الثانية، 13 في بطولة الهواة، 12 في كأس الجمهورية والمقابلات الدولية، بالإضافة إلى 19 حادثا آخر تم تسجيله في مختلف الأقسام الأخرى "الجهوي والولائي". وقد أسفرت هذه الحوادث عن إصابة 316 شخصا منهم 215 شرطيا، فيما تم توقيف 726 مناصر منهم 82 قاصرا، حيث تم تقديم 198 أمام العدالة، اين تم وضع 112 رهن الحبس المؤقت، فيما تم إلحاق أضرار ب66 مركبة منها 52 تابعة للأمن الوطني. ومحاولة للقضاء على ظاهرة العنف في الملاعب الذي يفسد كل مرة الأعراس الكروية، وينخر جسد كرة القدم الجزائرية ووضع حد لأحداث العنف في ميادين الكرة المستديرة، يقول عيسى نايلي يجب أن يتحمل الكل مسؤوليته، ونظرا لخطورة الوضع فإنه بات من الضروري مراجعة الخطة الأمنية من جهة، ومن جهة أخرى فإن المديرية العامة للأمن الوطني دائما تقترح إعداد بطاقية وطنية للأشخاص الممنوعين من الدخول إلى المنشآت الرياضية، مع إعادة تفعيل اللجنة الوطنية لاعتماد المنشآت الرياضية وكذا وضع سياسة خاصة للتذاكر للقضاء على ظاهرة البيع العشوائي والتزوير وهذا من خلال بيعها إلكترونيا.