أطلق والي الوادي صبيحة الخميس نداء إلى كافة سكان المقاطعة الإدارية بالمغير، عبر أثير إذاعة الجزائر من الوادي، يطالبهم بمنح الإدارة فرصة إضافية ليبرهنوا عن كون انشغالاتهم قد تم التكفل بها من طرفهم، ومن طرف السلطات العليا في البلاد، منوها في ذات الوقت برزانة سكان المنطقة وتاريخهم المشرق، مؤكدا على أنه قام بنقل انشغالات المواطنين المتمثلة في التكفل بالطريق الوطني رقم 3 الذي اعتبره الوالي استراتيجيا، وذا أهمية بالغة، حيث قام بمراسلة وزير الأشغال العمومية والنقل وكذا وزير الداخلية والجماعات المحلية، من أجل تسجيل الطريق، مؤكدا أن صوت وانشغال المواطنين وصل إلى أعلى هرم السلطة. وأكدت النائب قاشي صليحة، عبر فيديو مصور بثته من مكتب كتلة "حمس" من مبنى البرلمان، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عندما قالت بأنها تنقلت صبيحة الأمس إلى مكتب وزير الأشغال العمومية والنقل، رفقة وزير العلاقات مع البرلمان، ووجدت أن الوالي قد سبقها في نقل انشغالات مواطني المقاطعة الإدارية للمغير، كما أكدت أن وزير الأشغال العمومية قام بدوره وأحال ملف ازدواجية الطريق الوطني رقم 03 إلى زميله وزير المالية، الذي قالت بأنه حاليا في روسيا، وبأنه سيجد حلا للموضوع عند عودته إلى أرض الوطن. كما طالبت ذات النائب جميع سكان المقاطعة الإدارية بالمغير، بضبط النفس، وعدم الاحتكاك مع قوات الأمن التي قالت بأنهم إخواننا وأبناء هذا الشعب، كما طالبت بمنح فرصة أخرى للإدارة وإعطائها مزيدا من الوقت، من أجل إتمام الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة لإنجاز الطريق الوطني رقم 03 في القريب العاجل. مشادة بين عناصر الأمن والمواطنين يوم غضب بمدينة المغير وبلديات مجاورة عرفت مدينة المغير بدءا من ليلة البارحة إلى غاية كتابة هذه السطور، حالة من التوتر بين المواطنين الذين خرجوا للاعتصام بطريقة سلمية وحضارية، وبين عناصر الأمن الذين باغتوهم في حدود الساعة الرابعة صباحا من أجل فض الاعتصام وفتح الطريق الوطني رقم 3 على مستوى بلدية المغير، كما عرفت المدينة شللا تاما، فلا محلات فتحت أبوابها ولا مدارس وثانويات اشتغلت، وتحولت إلى ساحة للاشتباكات. وأسفرت المشادة عن إصابات في صفوف المواطنين، حيث أصيب مواطن سقطت عليه قنبلة مسيلة للدموع على وجهه، وآخرون أصيبوا بالتواءات في المفاصل بسبب عمليات الكر والفر، بالإضافة إلى إغماءات بسبب ضيق التنفس جراء إطلاق الغازات المسيلة للدموع بشكل مفرط، فيما أصيب عدد من عناصر الأمن بإصابات متفاوتة جراء تساقط الحجارة والزجاجات المحرقة عليهم من طرف المتظاهرين الذين رشقوهم بها، للتعبير عن رفضهم لفض اعتصاماتهم بالطرق الأمنية والقمع البوليسي، على حد قول النساء والرجال الذين خرجوا إلى ساحات الاشتباك والتراشق بالحجارة والزجاجات المحرقة. وأدت الاعتقالات التي قام بها عناصر الأمن في صفوف المحتجين، التي بلغت إلى 08 معتقلين، حسب الغاضبين، إلى تأجيج الغضب، وزيادة في جرعة الاحتجاج حيث قام المحتجون بالهجوم على عناصر الأمن وقاموا بإحراق إحدى سيارات الشرطة عن آخرها، كما قاموا باحتجاز أحد أفراد الشرط، الذي قالوا بأنه تهجم عليهم بألفاظ غير لائقة بالإضافة إلى السب والشتم الذي تعرضوا له من قبله، وطالبوا بإطلاق سراح الموقوفين دون أي متابعة قضائية، كشرط لإطلاق سراحه، وهو الأمر الذي حصل بعد ذلك، حيث نقل عنصر الأمن إلى المستشفى مباشرة بعد الإفراج عنه من طرف المحتجين، حسب ما تم تداوله بين الناس صبيحة الأمس في قلب الحدث. وطالب عقلاء المغير السلطات المحلية وعلى رأسها الوالي، بالتعقل وتحييد الحلول الأمنية التي قالوا بأنها عبارة عن صب الزيت على النار، والبحث عن حلول لتهدئة النفوس، لاسيما أن صبر أبناء المنطقة قد نفد، بعدما طفح الكيل وتسبب التماطل في إنجاز الطريق الوطني رقم 03 في شقه المار بولاية الوادي منذ عشرات السنين، إلى ارتفاع حصيلة الوفيات والقتلى بسبب حوادث المرور التي لا تنتهي.