تواصل إضراب عمال مصنع النسيج بغليزان الجمعة، ليومه الثاني على التوالي، بعدما أصر هؤلاء على جعله مفتوحا إلى غاية فتح الإدارة باب الحوار والاستماع إلى انشغالاتهم المرفوعة، منددين بما وصفوه بسياسة التمييز بين العمال المحليين والأجانب، فضلا عن الأجور المتدنية. وهي القضية التي يرى البعض أنها ستأخذ منحى سلبيا بشأن مصير المنتج الجزائري المتمثل في أول "جينز"، كان يفترض أن يدخل السوق الوطنية والأجنبية ابتداء من جوان المقبل. وحسب المعلومات المحلية التي تحوزها "الشروق" من عمق المنطقة، فإن الإضراب الذي باشره العمال، جاء كنتيجة حتمية بعد الظروف غير المواتية التي يزاول فيها هؤلاء نشاطهم في ظل سياسة التمييز المنتهجة من طرف الإدارة بين العمال الجزائريين والأجنبيين، خاصة أن المصنع يعتبر شراكة جزائرية تركية، ويشغل مزيجا ما بين عمال محليين، وأتراك، وباكستانيين، وهنديين بمنهج وصفه المضربون يقوم على سياسة التمييز بينهم حيث يتقاضى الجزائريون منهم أقل راتبا مقارنة بأقرانهم الأجانب، فضلا عن تلقيهم المعاملة السيئة من طرف مسؤولي المصنع. وهدد هؤلاء بمواصلة الإضراب إلى غاية الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في تحسين ظروف العمل، وزيادة الأجور حتى تتوافق وتلك الممنوحة للأجانب، بالإضافة إلى ضرورة تحسين طرق المعاملة معهم، التي يفترض أن تكون ملائمة ومحترمة شأن بقية عمال المصنع دون أدنى تمييز. مصنع النسيج الجزائري التركي الذي يعول عليه قطاع الصناعة من أجل الدفع بمنتج الألبسة النسيجية المحلية ومنه صدور أول "جينز" جزائري الذي ينتظر أن يصدر في السوق الوطنية بحر هذه السنة، تؤكد بعض التصريحات أن تداعيات الإضراب على المنتج الذي ينتظر أن يحمل العلامة المحلية، سيرهن تاريخ صدور أول شحنة بالسوق المحدد إطلاقها خلال جوان أو جويلية المقبل على أكثر تقدير. من جهته، أكد الأمين العام السابق للفدرالية الوطنية لعمال النسيج والجلود، الأمين العام للاتحاد الولائي لنقابة "الإيجوتيا" حاليا عمار طاكجوت في تصريح إلى "الشروق"، عدم علمه بإضراب عمال مصنع النسيج بغليزان الذي تم مباشرته الأربعاء على اعتبار أن المنطقة تضم مصنعين، أحدهما تابع للدولة والآخر ضمن شراكة تركية جزائرية، مشيرا إلى أن المصنع يضمن العديد من النشاطات منها غزل الخيوط، إنتاج القماش، تفصيل الملابس وخياطتها، مذكرا بأن المرحلة الأولى المعنية بغزل الخيوط قد تم الانتهاء منها بعدما تم تصدير كميات معتبرة من منتج الخيط، ينتظر حاليا تركيب الماكينات والأجهزة المعنية بالتفصيل، كاشفا عن موعد جوان أو جويلية المقبلين كآخر أجل لإصدار أول "جينز" جزائري حسب آخر الدراسات ومخططات إدارة المصنع، أما عن علامة "الجينز" التي يمكن أن يحملها لاحقا، فأكد المتحدث أن الشركة وحدها لها حق اختيار العلامة المناسبة لهذا المنتج وستفصل فيه مصلحة التسويق التابعة للمصنع . وتشير معطيات طاكجوت إلى أن المصنع معني بتشكيل تبان "تي شورت" وأقمصة فضلا عن إمكانية إنتاج 12 مليون قطعة سروال، 60 بالمائة ستذهب للتصدير و40 بالمائة ستوجه إلى السوق المحلية شأنها شأن القمصان، في حين توقع المتحدث أن تكون أسعار ما يطرحه المصنع من إنتاج نسيجي محلي متوسطة على العموم. يذكر أن مصنع النسيج لغليزان يشغل حاليا حسب آخر ما ورد من تصريحات محلية، 400 عامل ويطمح في الوصول إلى حدود 2500 عامل آفاق 2022 .