كشف نهار أمس، مدير الصيد البحري بوهران أن مصالحه قامت في الفترة الأخيرة بسحب 21 رخصة صيد من أصحابها بسبب تورطهم في التشجيع على الهجرة السرية ومساعدة "الحراقة" على مغادرة شواطئ الغرب باتجاه اسبانيا، من خلال نقلهم أو كراء قواربهم مرفوقة بمحركات مقابل مبالغ مالية معتبرة، فيما يتابع عدد من الصيادين قضائيا تبعا لنفس التهمة، لم يتم الكشف عن هويتهم وعددهم الحقيقي. بينما لايزال العديد من الصيادين يتجاوز عددهم ال 10، مبحوثا عنهم لتورطهم في نفس القضية، حيث تم هذا الإجراء استنادا إلى تحقيق فتحته مصالح الدرك الوطني بالتنسيق مع حراس السواحل، موازاة مع تصاعد وتيرة الهجرة السرية في الأشهر الأخيرة من السنة الماضية، إذ أزالت التحريات الأمنية الستار واللبس الذي كان يصاحب توافد العشرات من الشباب باستمرار من نقاط مختلفة من شواطئ وهران، أرزيو، مستغانم، عين تموشنت. واتضح جليا أن الصيادين لهم باع غير يسير في ارتفاع معدلات "الحرقة" من خلال المحفزات التي يعرضونها على الراغبين بدخول أوروبا عبر شواطئها، حيث يتم إقناعهم من خلال معرفتهم الواسعة بأحوال البحر كونهم يحترفون الصيد البحري، وأسفرت التحقيقات التي باشرتها مصالح الدرك وحراس السواحل عن تورط عدد كبير من الصيادين الخواص، خصوصا من لهم الترخيص بالصيد على بعد أميال من الشاطئ، وذلك استنادا إلى إعترافات المهاجرين السريين الذين تم إلقاء القبض عليهم أو تم إنقاذهم من عرض البحر في لحظات صراع مع الموت. وأضاف ذات المصدر أن عملية منح رخص الصيد التي شرعت فيها المديرية في بحر العام الماضي، كانت بهدف تنظيم القطاع ومحاربة الصيد غير الشرعي، إذ تم منح أكثر من 250 رخصة لأصحاب قوارب صيد خاصة تختلف أحجامها، حددت من خلالها كل المعلومات المتعلقة بالقارب وصاحبه والمسافة المرخص له الصيد بها وخصص لكل قارب رقم معين، ووفقا لمصادر أمنية ساعدت هاته العملية كثيرا في كشف هوية أصحاب القوارب المتواطئين مع الحراقة، وعموما يلجأ الصيادون إلى كراء قواربهم لتهجير العشرات من الشباب مقابل مبالغ معتبرة قد تصل إلى 200 مليون سنتيم في الرحلة الواحدة، وهو ما يمثل مدخولا لا يقارن مع إيرادات رحلة صيد مثقلة بتكاليف أجور الصيادين وآزوت القارب. هذا ما يجعلهم يفضلون التعامل مع "الحراقة" والقبض المسبق على التعلّق بالحظّ المرهون بحجم الصيد ومدى جواد البحر. للإشارة، فإن ظاهرة الهجرة السرية عادت إلى الواجهة هاته الأيام مع تحسن الأحوال الجوية، وكانت مصالح الدرك في الأيام القليلة الماضية، قد ألقت القبض على 20 "حراقا" بعين تموشنت وحجزت قاربا استعمل لنفس الغرض عدة مرات. صالح فلاق شبرة