تابعت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء سكيكدة، الثلاثاء، عصابة خطيرة تتكون من أربعة أفراد، ينحدرون من دائرة عزابة، بولاية سكيكدة، يقودها موال، بتهمة اختطاف وقتل شريكه. وحيّرت طريقة اختطافه وقتله المحققين، وكشفت عائلة الضحية أن ابنها المدعو رمضان أساسفة، البالغ من العمر 25 سنة، والذي اشترى 71 رأسا من الأغنام رفقة شريك له متهم في قضية قتله، ينحدر من عزابة، شرق سكيكدة، كان عشية حلول شهر رمضان 2017 ينوي تسمين الماشية وبيعها في مناسبة عيد الأضحى المبارك، وبأنه خرج من منزله العائلي عشية الخميس 10 أوت 2017، مودعا والدته مسعودة، كعادته ومخبرا إياها بأنه متوجه إلى الإسطبل الواقع بحي النصر قرب مقبرة الشهداء لتفقد ماشيته وحراستها ليلا من اللصوص كعادته، وطلب منها الدعاء له وحمل معه قرابة مليار و200 مليون سنتيم، ثم ركب سيارته من نوع فولغسفاكن، وفي صباح اليوم الموالي لم يعد إلى المنزل كعادته، مما أدخل العائلة في حالة ذعر، حيث اتصلوا في البداية بشريكه أين أخبرهم أن الضحية فعلا التقى به في الإسطبل كعادته، وفي حدود منتصف ليلة الواقعة غادر الضحية المكان دون أن يحدد له وجهته، وحينها أودعوا شكوى لدى الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بعزابة، وبدورها تلقت نداء من نظيرتها ببن عزوز مفاده العثور على السيارة مركونة على حافة الطريق واختفاء المبلغ المالي، حيث طلبوا من شقيق المختفي إحضار مفتاح السيارة الثاني، وتم فتحها، وبعد عملية تفتيشها بإذن من وكيل الجمهورية لدى محكمة عزابة لم يعثروا على أي شيء يوحي بقتله، وأكدت عائلته أن ابنها متعوّد على المبيت خارج المنزل رفقة شريكه ن.ب وعلى هذا الأساس توجه اتهامها للأخير، وصرح شقيقه أن رمضان كان ينوي الزواج بعد بيع ماشيته في مناسبة عيد الأضحى المبارك لإكمال نصف دينه، إلى أن اكتشفت جثته مضروبة بالرصاص وبالعصي، وبقي اللغز من دون إجابة شافية. وخلال جلسة المحاكمة أنكر شريكه رفقة بقية المتهمين الثلاثة التهمة الموجهة إليهم والمتمثلة في جناية تكوين جمعية أشرار وجناية الاختطاف وجناية السرقة بظروف التعدد والليل واستعمال مركبة، وصرحوا أنهم تناولوا وجبة العشاء بالمزرعة وكان الضحية برفقتهم، وفي صباح اليوم الموالي لم يعثروا عليه، حيث أكد المتهم ن.ب أن الضحية غادر في حدود الساعة الثالثة صباحا، وأجمعوا على أنهم لم يقوموا باختطافه أو قتله، لكن النيابة العامة لدى محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء سكيكدة أكدت أن التهمة مستوفاة الأركان بدليل العثور على فيديو يبين تهديدهم للضحية بالصوت والصورة بدفنه حيا لكونه أفشى سرا من أسرارهم، ورغم أنهم اعتبروا ذلك مزحة، لكن ممثل الحق العام أكد أن التهديد نفذ، بالإضافة إلى ذلك أن أحد المتهمين في قضية الحال قد أفشى سرا بإطلاق عيار ناري على رأس الضحية بالمزرعة، فيما تولى متهم آخر ضربه بواسطة رفش والتمس حكم المؤبد في حقهم جميعا. من جهتهم، الشهود نفوا علمهم بالطريقة التي تخلص بها المتهمون من الضحية من أجل الاستيلاء على مبلغ مليار و200 مليون سنتيم كانت بحوزته، كما طالب دفاع المتهمين ببراءة موكليهم، بسبب غياب أدلة قطعية تؤكد أنهم أزهقوا روح الضحية، وبعد فترة المداولة أصدر السيد قاضي الجلسة حكما حضوريا يتمثل في السجن النافذ لمدة 20 سنة في حق المتهمين الأربعة، فيما لا يزال لغز اختطافه وقتله غامضا ويبحث عن حل كما أورد محامو الضحية والمتهمون.