أجل إنها أمة حيّة.. لازالت كل عناصر الحياة تضج فيها رغم ما اعتقده كثيرون من مواتها أو هوانها.. ولإنها أمة حية فهي تنتصر لرموزها وتستنفر لكرامتها وتثور كلما حاول الأعداء المساس بدينها. إلا رسول الله فلكم تجرعنا الغصص وانطوينا على جراحنا وتحملنا الألام وصبرنا انقاذا لبقية ما بأيدينا وما نجا منّا.. لكن أن يصل العدوان الفاجر الظالم إلى حياض رسول الله فهذا خط أحمر.. ذلك لأن شخصه الكريم عليه وآله الصلاة والسلام ركن الأسلام الركين.. فهو الذي طهره ربه وأذهب عنه الرجس وعصمه من الناس.. وهو الذي رفع ذكره وشرح صدره وجعله على خلق عظيم ورباّه ربه وهيأه لحمل رسالة الختم للبشرية رحمة بها وحماية للإنسانية من غلواء المناهج المنحرفة والعنصريات الشريرة. من هنا بالضبط يصبح المساس بشخص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو يقصد في أحد أوجهه التشويش على الحيارى في العالم الذين يبحثون عن قائد يأخذ بأيديهم وقدوة يسلكون خلفه سبل النجاة.. وبالفعل ها هي دعوة الإسلام تنتشر في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي أوروبا، ويلتحق بركب الهدى مئات الألاف بل الملايين من الأوروبيين والأمريكان ينعمون بسلام الرسالة وطمأنينة الهدى. إنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي لايزال ينادي في البشرية المعذبة أن هلمّ إلي أيها المساكين المشردين المظلومين والضالين.. هلم إلي لتتحرروا من القيود والفساد والضياع والتشرد.. لتصبحوا أعزة أحرارا كراما. من هنا كان المجرمون الكبار من شياطين الإنس يعملون بكل وسيلة لتشويش السبيل أمام البشرية، ومن هنا كان لزاما على اتباع محمد أن يثوروا وفاء له وحرصا على أن يسود منهج الخير والرحمة. لقد صبرت الأمة بألم شديد على ما ألم بها وهي ترى ملايين العراقيين والأفغان يقتلون بقنابل تهلك الحرث والنسل.. وصبرت الأمة محزونة وهي تعد الأرقام كل يوم من قتلى العراق على يد الأمريكان، وتتابع أخبار المعتقلين العراقيين في سجن أبوغريب وسواه من سجون الأمريكان الرهيبة.. وضمت الأمة قلبها على قهر كاد أن يفتته وهي ترى أطفال فلسطين وغزة تتناولهم الصواريخ الإسرائيلية والفسفور الأبيض.. وتتابع الأمة بقلق وضجر كيف تواصل جرّافات الاحتلال الصهيوني جرائمها في المقدسات الإسلامية بمدينة القدس وتحت المسجد الاقصى. تواجه الأمة أخبار قتل أبنائها في كل مكان من العراق إلى بورما إلى فلسطين إلى أفغانستان مصابرة لعل ذلك ينتهي إلى وقف النزيف والعدوان.. لكن أن يتطاول العنصريون وأصحاب المصالح الخسيسة على شرف رسول الله بالبهتان والكذب فإن ذلك ببساطة يعني أن الأمة ستنتفض.. كل شيء نتحمله بألم وقهر إلا أن يقترب أحد بأذى من رسول الله فلا دنيا لمن لم يحي دينه ويدافع عن نبيه.