تستقطب البطولة الوطنية لكرة القدم لاعبين أفارقة “مغمورين”، مثلما حدث في الموسم الذي أسدل ستاره ليل الأحد إلى صباح الإثنين. ولم يتمكّن أحسن لاعب أجنبي إفريقي في بطولة “الرابطة الأولى- موبيليس”، من تسجيل سوى 9 أهداف فقط. والأمر يتعلّق بِالمهاجم الكونغولي برانس إيبارا، الذي يرتدي زيّ فريق اتحاد العاصمة، صاحب لقب البطولة ورصيد أهداف يُقدّر ب 49 توقيعا. وشارك برانس إيبارا (23 سنة) في 22 مباراة، من أصل 30 مواجهة خاضها فريق “سوسطارة” في البطولة الوطنية. يوجد بينها 15 مقابلة خاضها أساسيا. وتموقع برانس إيبارا في المركز ال 5 ضمن لائحة هدّافي البطولة الوطنية، نسخة 2018-2019. وتصدّر زكريا نعيجي (24 سنة) اللائحة، بعد أن أمضى 20 هدفا لِمصلحة نادي البارادو، وعقب مشاركته في 29 مباراة، خاضها كلّها بِصفة لاعب أساسيّ. وجاء اللاعب البورندي فيستون عبد الرزاق (25 سنة) مهاجم شبيبة القبائل، ثاني الأفارقة تهديفا في البطولة الوطنية، بِرصيد 7 أهداف. مُتموقعا تاسعا في الجدول العام. بعد أن شارك في 21 مباراة، بينها 18 مقابلة أساسيا. وحلّ اللاعب الليبي مؤيّد اللافي (23 سنة) مهاجم اتحاد العاصمة، ثالثا في الترتيب الإفريقي. بعد أن وقع 5 أهداف، وشارك في 13 مباراة بينها 7 لقاءات أساسيا. مُتموقعا في المركز ال 22 ضمن لائحة ترتيب هدّافي البطولة الوطنية. وإذا كان التفكير السليم يقول إن جلب اللاعبين الأجانب هدفه الأوّل والرّئيس، هو إذكاء جذوة التنافس والإثارة في البطولة. فإن التساؤل يبقى مطروحا حول جدوى انتداب كرويين “مغمورين”، لِمنافسة تُعدّ واجهة الكرة الجزائرية على مستوى الأندية. ولا يُخفى سرّ، أن رؤساء أندية البطولة الوطنية بِمعية وكلاء اللاعبين (المناجرة) يُمارسون التجارة بِمفهومها السلبي، المُرادف لِجلب لاعبين أفارقة، و”ترويضهم” محليا، على أمل بيعهم لِفرق القارة الأوروبية بِمبالغ تُسيل اللّعاب. ومنذ أن سمحت السلطات الرياضية الجزائرية بِانتداب لاعبين أجانب في البطولة الوطنية مطلع التسعينيات، لم تستفد أنديتنا سوى بِعدد محدود جدا من الكرويين الذين لفتوا الإنتباه، أبرزهم: السنيغالي عيسى عيدارا مع وداد تلمسان، والمالي الشيخ عمر دابو رفقة الليبي عمر داوود (رحمه الله) والراحل الكاميروني ألبير إيبوسي مع شبيبة القبائل، والكاميروني بول يونتشا مع أهلي البرج، والنيجيري مايكل إينيرامو مع اتحاد العاصمة، والليبي محمد زعبية مع مولودية وهران. للإشارة، فإن رئيس الفاف سابقا محمد روراوة جمّد قرار السماح بِانتداب لاعبيين أجانب، بِحجّة سياسة التقشّف التي طبّقتها الحكومة. قبل أن يُلغي سلفه خير الدين زطشي القرار، ويُجيز للأندية إمكانية الإستفادة من كرويين أفارقة أو غيرهم.