بالرغم من أن إسماعيل بن ناصر هو اللاعب الجزائري الوحيد المحترف في أوروبا الذي أنهى موسمه الكروي بالدموع والحسرة، بعد أن نزل ناديه إمبولي إلى الدرجة الثانية الإيطالية أي أن الفريق عاد من حيث أتى، في موسم لعب فيه بن ناصر بشكل دائم ولم يسجل أي هدف وحتى عدد تمريراته الحاسمة استقر عند ثلاث تمريرات فقط، وبالرغم من أن بن ناصر لم يصله لحد الآن أي عرض رسمي من فريق محترم في القارة العجوز، بعد أن تحدثت مصادر عن اهتمام نابولي وروما باللاعب، إلا أن اللاعب يخطف ثقة المدرب جمال بلماضي الذي سيجعله بكل تأكيد الثابت الوحيد في المنتخب الجزائري الذي سيشارك في كان القاهرة، فقد يقوم بتدوير بقية اللاعبين بما فيهم النجوم ومنهم محرز وبراهيمي وفيغولي وحتى الخط الخلفي من ماندي إلى بن سبعيني وعطال ومحمد فارس. طريقة لعب بن ناصر الدفاعية هي التي يطلبها بلماضي في هذه المرحلة التي تتطلب اقتصاد الطاقة وتحصين الدفاع، فهو لاعب يافع مازال دون الثانية والعشرين من العمر، وفي أقدامه أكثر من 3000 دقيقة لعب، ولم يحدث وأن أخرجه المدرب بسبب التعب، حيث يعرف كيف يوزع طاقته على دقائق المباراة، ومثل المحرك الذي لا يتوقف عن الدوران في النصف الخلفي من الميدان، وتواجده في قلب منطقة العمليات يتجلى بشكل شبه دائم خلال مجريات المباراة، ما يجعل بلماضي مطمئنا على تواجد لاعب إلى جانب قلبي الدفاع لأجل مساعدتهما بالرغم من بنية اللاعب التي لا تلائم أي مدافع أمام اللعب الإفريقي المبني على البنية المرفولوجية القوية، أي أن بن ناصر يصلح للعب في الهجوم أمام الأفارقة وليس للدفاع أمامهم. لم يستحسن أبدا بلماضي طريقة لعب نبيل بن طالب وحتى مزاجه، ولم يقتنع أيضا بطريقة لعب سفير تايدر وهما لاعبان تألقا في عهد غوركوف على وجه الخصوص، وكان المدرب خاليلوزيتش يفاضل بينهما ونادرا ما يشركهما معا، كما حدث في مونديال البرازيل 2014، حيث اعتمد على بن طالب في مباراتي كوريا الجنوبية وروسيا، واعتمد على سفير تايدر في مباراتي بلجيكا وألمانيا، ويرى جمال بلماضي برغم صغر سن بن طالب وتايدر بضرورة تجريب لاعب أقل سنا منهما ومنحه الثقة الكاملة وأدخله ضمن البيادق الأساسية، في رقعة المنتخب الجزائري في عهد المدرب جمال بلماضي. يعتبر بن طالب من أكثر اللاعبين مهارة وتقنية في مداعبة الكرة، ولكنه في شالك الألماني كما كان مع توتنهام الإنجليزي، يطبق التعليمات التكتيكية بصرامة، فتختفي فنياته مثله مثل سفير تايدر الذي بدأ مع نادي الإنتر كصانع ألعاب والمُكلف بتنفيذ الكرات الثابتة من كل الوضعيات، ويسير على نهجهما اللاعب بن ناصر، الذي عرفه الجمهور عندما كان دون السادسة عشرة من العمر، فمراوغاته واقتحاماته حتى شبّهه البعض بميسي الجديد، قبل أن يسجن نفسه بتكتيك خاص إلى درجة أنه لم يعد يراوغ إطلاقا، ولكن طريقة لعبه تمنحه الأمان لمدربيه. يبلغ بن ناصر في الفاتح من ديسمبر القادم سن الثانية والعشرين وقد نجده في نادي أكثر طموحا وأكثر شهرة، فاللاعب الذي بدأ مع أفينيون الفرنسي وانتقل إلى ارسنال الإنجليزي وهو دون الثامنة عشرة لم يبرز لحد الآن بالشكل الذي تكهن به كبار المدربين ومنهم الفرنسي آرسن فينغر المتسبب الرئيس في إخراج بن ناصر من فرنسا ونقله إلى أجواء أوروبية أقوى. وكان بن ناصر على رادار فريق مانشستر سيتي ولكن المدرب الفرنسي أقنعه باختيار أرسنال، ولعب أول مباراة في حياته مع الكبار في كأس إنجلترا عندما تم إقحامه بديلا مع أرسنال في مواجهة شيفيلد وينزدي في أكتوبر 2015 ولم يكن عمره سوى 17 سنة و10 أشهر، وقيل حينها بأن هذا اللاعب سيكون قنبلة أرسنال، ولكن بريقه خفت فتم تحويله إلى الدرجة الثانية الفرنسية ثم إلى الدرجة الثانية الإيطالية، فساهم في صعود إمبولي قبل أن يعود معه إلى الدرجة الثانية الإيطالية على أمل أن تجد بن ناصر بعد كأس أمم إفريقية ناجحة مع كبار إيطاليا أو فريق أوروبي قوي في القارة العجوز. ب. ع