أعاد كل من عبد الحكيم سرار وسعيد عليق نكهة الرؤساء الرحالة الواجهة، وهذا بناء على البصمة التي تركها الثنائي المذكور في بطولة الموسم المنقضي، فابن عين الفوارة قرر توديع إتحاد العاصمة بعد التتويج بلقب البطولة، موازاة مع توليه مهمة المدير الرياضي للنادي، فيما يفكر سعيد عليق جديا في المغادرة هو الآخر، وهو الذي جنب أبناء العقيبة السقوط، ناهيك عن مساهمته في وصول الفريق إلى نهائي كأس الجمهورية، مع المراهنة على التتويج بلقب جديد من هذا النوع. عرف سرار وعليق كيف يصنعان الحدث هذا الموسم، وهذا من خلال تولي مسؤولية تسيير شؤون فريقين لم يترعرعا فيه، ولا تملكهما علاقة عاطفة مباشر بهما، بحكم أن سرار هو ابن وفاق سطيف، والكلام ينطبق أيضا على سعيد عليق الذي يعد من خريجي مدرسة إتحاد العاصمة، وسبق له أن حمل ألوانه كلاعب، مثلما أشرف إدارته كرئيس لعدة سنوات. وإذا كان المتعارف عليه في الكرة الجزائرية هو أن رئاسة النوادي عادة توكل لما يصطلح عليه ب”أبناء الفريق”، سواء كلاعب سابق أو مسير أو حتى مناصر قادر على منح الإضافة اللازمة، إلا أن بعض الأندية خالفت هذه النظرية، وأصبحت تنتدب الرؤساء والمسيرين مثلما تنتدب المدربين واللاعبين، والكلام ينطبق هذه المرة على اتحاد العاصمة التي أوكلت مسؤولية إدارتها للدولي السابق عبد الحكيم سرار الذي تمرس في وفاق سطيف، وكذا شباب بلوزداد الذي استنجد محيطه بسعيد عليق للاستثمار في خبرته التسييرية خلال إشرافه لسنوات طويلة على أبناء سوسطارة. سرار وظف خبرته مع الوفاق وبلعباس وودع سوسطارة بلقب ويبدو أن بعض الرؤساء الرحالة عرفوا كيف يتركون بصمتهم، والكلام ينطبق هذا الموسم على عبد الحكيم سرار الذي عرف كيف ينهي الموسم بتتويج إتحاد العاصمة بلقب البطولة، تتويج وصفه الكثير من المتتبعين بالمستحق، وهذا بصرف النظر عن المتاعب التي لاحقت أبناء سوسطارة في الجولات الأخيرة من البطولة، خاصة بعد المنافسة الحادة من الملاحق المباشر إتحاد العاصمة، ما جعل المباراة الأخيرة التي لعبها الاتحاد في قسنطينة هي الحاسمة في أمر اللقب الذي عاد لزملاء زماموش، وبذلك يودع سرار إتحاد العاصمة بلقب البطولة، بعدما قرر خيار الاستقالة، موازاة مع إمكانية حدوث تغييرات في هرم إدارة الفريق خلال الأيام المقبلة، ويضاف هذا الانجاز إلى بقية انجازات عبد الحكيم سرار، سواء كلاعب سابق نال ألقابا نوعية مع المنتخب الوطني ووفاق سطيف، أو كمسير ورئيس فريق حقق انجازات مهمة مع النسر الأسود، ناهيك عن تجربته كمدير رياضي مع اتحاد بلعباس، مكنه من صعود أبناء المكرة إلى حظيرة الكبار في وقت سابق. عليق يبرهن على كفاءته من بوابة بلوزداد من جانب آخر، عرف سعيد عليق كيف يبرهن مجددا على كفاءته التسييرية من بوابة شباب بلوزداد، وهو الذي حقق انجازات مهمة مع إتحاد العاصمة طيلة الفترة التي ترأس فيها النادي، من خلال التتويج بألقاب في البطولة والكأس والمشاركات القارية، وقبل ذلك مساهمته في صعود سوسطارة إلى القسم الأول منتصف التسعينيات، هذه الخبرة المتراكمة مكنته من إنقاذ شباب بلوزداد من سقوط شبه حتمي، بالنظر إلى المصاعب التي لاحقت أبناء “العقيبة” منذ بداية الموسم، قبل آن يحدث عليق ثورة نوعية من الناحية التسييرية، موازاة مع انتدابه للمدرب عمراني والقيام ببعض الانتدابات الشتوية التي أحدثت التوازن في التشكيلة، وكانت النتيجة هو العودة إلى واجهة النتائج الايجابية التي سمحت للفريق من ضمان البقاء بشكل شبه مريح، إضافة إلى التأهل إلى نهائي كأس الجمهورية الذي يراهن أنصار بلوزداد على التتويج به لإثراء خزينة ألقاب النادي في هذا الجانب. رؤساء بفريقين والعنصر النسوي يدخل معمعمة التسيير ومعلوم أن صفة الرؤساء والمسيرين الرحالة تنطبق على العيد من الوجوه الكروية، على غرار اللاعب السابق فضيل دوب الذي سبق له أن تولى مهمة مناجير عام في جمعية وهران، وساهم في صعود “لازمو” إلى الرابطة الأولى، إضافة إلى قاسي السعيد الذي سبق له أن تولى نفس المهمة مع مولودية الجزائر في عدة مناسبات، آخرها هذا الموسم، فيما سجلنا تولي بعض الرؤساء الإشراف على فريقين في وقت واحد، على غرار عيسى منادي الذي ترأس ميطال الذرعان ثم اتحاد عنابة، وقبل ذلك الحاج غلاب الذي ترأس كل من نجم الشريعة ومكارم ثليجان، كما سجلنا في الموسمين الأخيرين حضور العنصر النسوي في تسيير الأندية الكروية الجزائرية، من ذلك نجاة مهري (ابنة رجل الأعمال الجيلالي مهري) التي ترأست مؤقتا فريق تضمن وادي سوف، وزليخة زيتوني التي تترأس نادي فتح بن عبد المالك رمضان الناشط في جهوري وهران، والذي تأهل إلى الدور ال32 من منافسة كأس الجمهورية خلال الموسم المنقضي.