كشفت مصادر إعلامية فرنسية، أن اللوبي اليهودي في فرنسا يكون قد نجح في ممارسة ضغوطه على المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وإجباره على مساندة استضافة إسرائيل في معرض باريس الدولي للكتاب، وهذا من أجل تحييده من قافلة المعارضين والمقاطعين للمعرض. وبهذا الموقف المساند للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، يكون قد حقق أول مهمة له. باعتبار المجلس، المشروع الذي أشرف عليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من الفكرة إلى الإنجاز عندما كان وزيرا للداخلية . في الوقت الذي قررت فيه بعض الهيئات والمنظمات الإسلامية، التي تمثل الأقلية المسلمة في فرنسا، إعلان مقاطعة معرض باريس الدولي للكتاب، احتجاجا على استضافته لإسرائيل كضيف شرف، وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني ضد المحرقة الإسرائيلية في غزة، فضل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية مجرد الإعلان عن موقفه من الحدث كبقية المنظمات الإسلامية الأخرى، متجنبا الإجابة على الأسئلة بخصوص موقفه، وإن كان ظاهر موقفه الحياد ولم يتم إصدار موقف واضح حول المعرض، فإن مصادر إعلامية فرنسية كشفت أن المجلس خضع لضغوط اللوبي اليهودي القوي في فرنسا، والذي يكون قد أبلغ المجلس بعواقب وخيمة إن هو تورّط وأعلن رفضه أو احتجاجه على استضافة إسرائيل في معرض باريس. وكانت بعض المصادر الإعلامية الفرنسية قد لمحت في الأسابيع الأخيرة، إلى إمكانية كشف فضائح يكون أعضاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بفرنسا قد تورطوا فيها، ومن أهمها تلقي هدايا ومبالغ مالية وتسهيلات كبيرة من جهات رسمية وغير رسمية فرنسية، وأجنبية في أشارة واضحة إلى اللوبي اليهودي المتنفّذ في دواليب السلطة الفرنسية.من جهة أخرى أكت مصادر مطلعة على خفايا علاقات أعضاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنهم تجنبوا الخوض في هذا الملف تجنبا لغضب الرئيس الفرنسي وحاشيته، كون الرئيس ساركوزي هو من تولي إنجاز فكرة المجلس وأشرف على تنصيبه، وهو الذي تولى رعاية المشروع منذ 1999 والى غاية ظهور المجلس رسميا سنة 2003. ولهذا فإن المجلس يعرف في الأوساط الفرنسية بأنه صنيعة ساركوزي ومشروعه الذي أراد أن يكون في سلسلة مشاريعه في طريق الوصول إلى قصر الإليزيه ورئاسة فرنسا. هذا ويذكر أن من بين أهم الشخصيات المشكلة للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية نجد صهيب بن شيخ، مفتي مرسيليا، الشيخ خالد بن تونس، المرشد الروحي للجماعة العلوية، وهما الشخصيتان الأكثر تأثيرا في الساحة الفرنسية ضمن الجالية المسلمة، والمعروفان بمواقفهما المضادة لثوابت وأصالة الشعوب الإسلامية، كما كانت لهما العديد من التصريحات الغريبة ضد ثوابت الفتاوى والفقه الإسلامي، زيادة على دفاعهما المستميت عن مواقف وسياسة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وبالذات مواقفه المساندة للكيان الإسرائيلي. وبهذا الموقف الذي يكون مساندا ومرحبا باستضافة إسرائيل ضيف شرف في معرض باريس الدولي للكتاب من طرف المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، يكون اللوبي اليهودي في فرنسا قد نجح في تسخير وتوظيف أهم مؤسسة إسلامية في الساحة الفرنسية لصالح السياسة الإسرائيلية في العالم.