يجتاز الأحد 674 ألف مترشح امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2019، عبر 2339 مركز إجراء موزع على التراب الوطني، في ظروف أقل ما يقل عنها أنها استثنائية في ظل استمرار الحراك الشعبي السلمي والذي توج بحبس أكبر رؤوس الفساد. بالمقابل، طلب وزير التربية الوطنية من موظفي القطاع غلق صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بصفة مؤقتة إلى حين انقضاء البكالوريا لعم استغلالها في الترويج لمواضيع “مفبركة”. ورغم انخراط تلاميذ السنة الثالثة ثانوي بشكل كبير ومبكر في الحراك الشعبي منذ انطلاقه بتاريخ 22 فيفري الفارط، وبعد توقفهم عن الدراسة اضطراريا لعدة أسابيع، حيث هجروا مقاعد الدراسة لأجل عيون “الثورة البيضاء”، إلا أنهم قرروا الالتحاق اليوم بمراكز الإجراء لاجتياز الاختبارات بمعنويات مرتفعة على أمل افتكاك شهادة البكالوريا، بحيث قدر عدد الممتحنين على المستوى الوطني ب674.831 مترشح من بينهم 411.431 مترشح نظامي و263.400 مترشح حر، فيما احتلت شعبة العلوم الطبيعية المرتبة الأولى من حيث العدد لتليها شعبة تسيير واقتصاد في المرتبة الثانية، في حين بلغ عدد المترشحين من ذوي الاحتياجات الخاصة 406 مترشح، و4011 ممتحن بالمدارس الخاصة و3958 ممتحن من نزلاء المؤسسات العقابية. وتشرع اليوم خلية محاربة الغش الإلكتروني وتسريب ونشر المواضيع على مواقع التواصل الاجتماعي، في أداء مهامها على مستوى وزارة العدل، على مدار خمسة أيام، بحضور ممثلين عن وزارة التربية الوطنية، حيث ستقوم برصد كافة حالات الغش التي تسجل على مستوى مراكز الإجراء الوطنية، لردع الغشاشين من خلال الشروع مباشرة في تطبيق الإجراءات القانونية التي تخول لها متابعة المعنيين قضائيا، على اعتبار أن وزارة التربية لا تملك الصفة القانونية التي تخول لها حبس ومعاقبة المترشحين الذين يثبت تورطهم في ممارسة الغش سواء التقليدي أو الإلكتروني الذي استفحل بشكل رهيب في السنوات القليلة الفارطة جراء تطور تكنولوجيات الإعلام والاتصال. في السياق، وجه وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، نداء مستعجلا لكافة مستخدمي قطاعه، عشية انطلاق البكالوريا، يدعوهم من خلاله إلى ضرورة تجميد وغلق صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بصفة مؤقتة فقط، وذلك خلال فترة إجراء الامتحان لتفادي استغلالها من قبل أطراف مجهولة الهوية في نشر وتسريب الأسئلة وإما للترويج لمواضيع “مفبركة” و”مزيفة” على “الفايس بوك”، الأمر الذي سيشوش بشكل كبير على الممتحنين وسيشتت أفكارهم كما سيؤثر بالسلب على نفسية أوليائهم. كما ستواجه بعض مراكز الإجراء على مستوى ولايتي برج بوعريريج والبويرة نقصا في عدد الحراس، بسبب التهديدات التي أطلقها أساتذة عشية انطلاق الامتحان بمقاطعة الحراسة في حال إذا لم تلتزم السلطات المحلية بتسوية مشاكلهم العالقة، في حين أعلن باقي الأساتذة عن تضامنهم مع زملائهم والوقوف إلى جانبهم إلى حين رفع الغبن عنهم. ومعلوم أن رؤساء مراكز الإجراء البالغ عددهم 2339 رئيس، قد التحقوا أول أمس الجمعة بأماكن عملهم للشروع في أداء مهامهم بدءا بعقد لقاءات مكثفة مع الأساتذة الحراس لضبط وضعية الغيابات بدقة للعمل على تعويض المتغيبين لتفادي الاصطدام بأزمة حراس، بالمقابل، استأنفت الخلايا الولائية الناشطة على مستوى مديريات التربية عملها مع انطلاق امتحان البكالوريا لضبط الوضعية مع رؤساء المراكز وعدد المترشحين وغيرها من المعلومات. الترخيص لذوي الاحتياجات الخاصة باجتياز البكالوريا منح الوزير الأول، نور الدين بدوي، التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة رخصا استثنائية، لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا، بعد النداء الذي بثه التلفزيون الجزائري للتلميذة هواري البتول، والتي ناشدت فيه الوزارة الوصية تمكينها من اجتياز شهادة البكالوريا لهذه الدورة. واستجابت وزارة التربية لنداء التلميذة، حيث تم منحها رخصة استثنائية لاجتياز البكالوريا، ومن خلالها كل التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة.