كشف مشروع “إبسوماد”، الثلاثاء 18 جوان، عن حصيلة نشاطاته خلال سنة كاملة في إطار دعم الأعمال في بلدان الجوار للنهوض بالشبكات والمنظمات الداعمة للأعمال في جنوب المتوسط. وفي ندوة صحفية حضرتها وسائل إعلام من مختلف الدول المشاركة في البرنامج، تم عقدها في تونس العاصمة، قدم المشرفون على البرنامج حصيلة عن أبرز الانجازات التي حققها البرنامج منذ إطلاقه في جوان 2018، ويستهدف 10 بلدان من بينها الأردن ولبنان وفلسطين ومصر والجزائروتونس والمغرب، وأعلنوا عن حملة الترويج للبرنامج وأيضا عرض تجارب ناجحة لشركات ناشئة وأشخاص أسسوا أعمال ريادية. ومشروع EBSOMED هو أحد مشاريع BUSINESSMED أطلقه قبل الإتحاد الأوروبي لدعم الدول الأورومتوسطية. جيهان بوطيبة: “إبسوماد” له دور رئيسي في التكامل الإقليمي وافتتحت مديرة مشروع “إبسوماد”، جيهان بوطيبة، الندوة الصحفية التي احتضنها فندق غولدن توليب في منطقة المشتل في وسط تونس، بالتأكيد على أن “دور EBSOMED الذي يكمن في تقديم الخدمات، لإعادة تفعيل الشركات بهدف تدويلها”، مبرزة “الدور الرئيسي للمشروع في التكامل الإقليمي، ونشر وتوحيد المعلومات الرئيسية عن مناخ الأعمال في جنوب البحر الأبيض المتوسط، لا سيما عبر BCD (Business Country Desk) وهي منصة رقمية ستكون متاحة قريبا”. وقالت مديرة المشروع إن البرنامج واجه بعض التحديات في عامه الأول خصوصا المتعلقة منها بالوصول إلى الفئة المستهدفة، مشيرة إلى منصة خاصة تم تدشينها لتقديم المقترحات، سواء فيما يتعلق بالتدريب والتأهيل أو التمويل. وأوضحت المتحدثة أن البرنامج بحاجة إلى للترويج على أوسع نطاق، وأن هناك 3 ملايين يورو من البرنامج لم تجد من يستفيد منها، مؤكدة أن البرنامج بصدد معالجة إشكالية التواصل عبر آليات عديدة تستهدف الوصول إلى الباحثين عن الموارد المالية على مستوى دول جنوب المتوسط والاندماج باتجاه دول الجنوب. وأعلنت بوطيبة أن مشروع “إبسوماد” أطلق موقعا الكترونيا لتكوين المؤسسات من الشمال إلى الجنوب، والتعريف بها والعمل على تشبيكها خصوصا في إطار تكوين شراكات عمل. وذكرت تحديات أخرى تتعلق بقواعد البيانات للجهات المستفيدة، منوهة بتسجيل مئات الجهات المستفيدة من البرنامج يؤكد الثقة التي حققتها هذه الجهات لدى الاتحاد الأوروبي باعتباره الممول للبرنامج. وبيّنت أن البرنامج يسعى جاهدا لإيلاء القطاع النسائي والقطاع الشبابي الأولوية في التشبيك والدعم، بواقع 30 بالمائة لكل قطاع. وقالت جيهان بوطيبة إن “المشكلة تكمن في المسافات بعيدة، والناس تسعى إلى البحث والاتصال بأصحاب التمويلات، ونحن نسعى إلى المساعدة وخصوصا لدول الجنوب، واليوم نعمل في إبسوماد للمساعدة في الوصول إلى خدمات المعلومات”. ماركو كونيتو: 1129 مستفيد خلال سنة واحدة وأكد منسق المشروع، ماركو كونيتو، أن الجزائر استفادت من برنامج “إبسو ميد” لدول جنوب المتوسط بواقع 196 مشاركة مسبوقة بكل من الاردن ب204 مشاركة وتونس 203 مشاركة، فيما جاء المغرب في المرتبة الرابعة ب45 مشاركة ومصر 42 مشاركة ولبنان 33 مشاركة. وأشار إلى أنه شارك في البرنامج للعام الأول منذ إطلاقه لدول جنوب المتوسط وأوروبا، ما مجموعه 1129 مستفيدا من مختلف القطاعات. وقال ماركو كونيتو بوجود مساعي لإعادة المؤتمرات المتعلقة بمشروع “إبسوماد” سنويا حتى يتم تمرير المعلومات بشكل أحسن إلى البلدان الأوروبية والبلدان المنتفعة من المشروع، لأن عمر المشروع هو 4 سنوات. وأضاف كونيتو بأن مشروع “إبسوماد” قدم مشاريع حول المعلوماتية والبناء والتكنولوجيا، وحضر نحو 300 شركة وتم توقيع العديد من العقود، وبدأ العمل بآلية جديدة وهي الوصول إلى التمويل لأننا المجموعات الصغيرة والكبيرة بحاجة أكثر إلى التمويل. وأوضح المتحدث أن البرنامج يعمل على 3 مسارات مختلفة، تتعلق بتفعيل التدريب والتأهيل وإدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة لدى منظمات المجتمع المدني وأصحاب العمل في قطاعات عدة كغرف التجارة والصناعة والمهن المختلفة والمجتمع المدني ومؤسساتها، وتبادل الخبرات والمساهمة في إيجاد آليات الترويج ووضع استراتيجيات طويلة الأمد. وأضاف بأنه على مستوى المشاركة، شكلت النساء ما نسبته 53.41 بالمائة في البرنامج مقابل 46,59 بالمائة من الرجال، كما دشن البرنامج مجموعة من منصات التواصل عبر الوسائل المختلفة، من بينها تطبيقات عبر الهواتف الذكية والموقع الالكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى. واوضح المتحدث انه من السابق لأوانه الحديث عن الأشياء الجيدة التي تم تحقيقها خلال السنة الأولى من المشروع، بل يجب الإنتظار لان حل المشاكل التقنية في الغالب سيكون مع الوقت. وأكد كونيتو ان الجزائر تلعب دورا محوريا في المشروع نظرا للإمكانيات التي تزخر بها وهو ما دفع بالقائمين على المشروع لإطلاق مبادرات كبرى فيها على غرار الدورات التدريبية لصالح مراء المؤسسات والإطارات العاملة في الموارد البشرية بالتنسيق مع غرف التجارة. وأوضح بأن الدورات التدريبية تهدف إلى ربط المقاولين الشباب مع الإطارات العليا الأكثر خبرة واحترافا لنقل الخبرات والتجارب. ويهدف المشروع إلى تحسين بيئة الأعمال والأنشطة التي سيتم اعتمادها لدفع منظمات دعم الأعمال الريادية، وإبراز التزام الاتحاد الأوروبي تجاه النهوض بالبيئة الملائمة للقطاع الخاص الأورومتوسطي، سعيا لدفع نمو المجتمعات المحلية وخلق فرص العمل للشباب. وكشف ماركو كونيتو عن مشروع لتكوين معرض أوروبي في كل بلدان المشرق ستقوم به إيطاليا في العام 2020 وسيشارك الكثير من المؤسسات والشركات فيه. وفي ختام الندوة الصحفية، تم تقديم قصتي نجاح استفادت من مشروع “إبسوماد”، حيث عرض كل من الرئيس التنفيذي لمنصة TAM-KIN في تونس إيناس نصري، والرئيس التنفيذي لشركة FinBloom من فلسطين وسيم عارف، تجربتهما ودلائل على جميع المساهمات والتأثيرات التي قدمها المشروع لهما من حيث المهارات، الشراكات والاستراتيجيات. ما هو مشروع “إبسوماد”؟ “إبسوماد” هو مشروع يمتدّ على أربع سنوات تشترك في تمويله المفوضيّة الأوروبيّة وهو يهدف إلى تحسين بيئة الأعمال في المنطقة المتوسطيّة سعيا إلى دفع النموّ الاقتصادي الدّامج وخلق فرص العمل من خلال تعزيز القطاع الخاصّ وخاصّة منظّمات دعم الأعمال في بلدان الجوار الجنوبي. ويهدف المشروع لتحسين الآداء على مستوى التصرّف والقدرة التنافسيّة لمنظّمات دعم الأعمال في المنطقة المتوسطيّة من خلال تحسين الخدمات طبقا لمواصفات الجودة، وتمكين الأطراف المعنيّة بالقطاع الخاص داخل المنطقة المتوسطيّة من خلال إرساء الرّوابط وشبكات الأعمال بين منظّمات دعم الأعمال في الجوار الجنوبي من جهة ونظيراتها في الاتحاد الأوروبي ودعمها في توظيف الخدمات الماليّة التي توفّرها مؤسّسات التّمويل والتّنمية، وكذا تنشيط تدفّقات التّجارة والاستثمار من خلال دعم خروج المؤسّسات المتوسّطة والصّغرى المتوسطيّة على الأسواق العالميّة، التّرفيع في درجة الاندماج الاقتصادي الإقليمي وتعزيز مجتمع الأعمال المتوسّطي من خلال بعث مركز مستدام لتطوير الشراكات في مجال الأعمال ولتنسيق الاستراتيجيات في القطاعات ذات الاهتمام المشترك في المنطقة الأورومتوسطيّة.