تعرف أسعار الخرفان الإفريقية المعرفة باسم سيداون، ارتفاعا كبيرا هذه الأيام بسوق الماشية الرئيسي بمدينة تمنراست، تزامنا مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث بلغ سعر الكبش من الحجم المتوسط قرابة أربع ملايين سنتيم، ويعود سبب ارتفاع الأسعار حسب مراقبين محليين، بالدرجة الأولى إلى نقص في عدد الماشية، التي يتم إدخالها عبر كل من بوابتي عين قزام وتين زواتين، حيث بلغت خلال الشهر الحالي 2500 خروف، بسبب قرار السلطات بتخصيص يومين في الشهر لفتح الحدود، ودخول الموالين إلى أرض الوطن. بالمقابل بلغ عدد رؤوس الماشية التي أدخلت من طرف التجار في نفس الشهر من العام الماضي قرابة 4600 خروف، إضافة إلى ارتفاع سعر اللحوم الحمراء حيث بلغ ثمن الكيلوغرام من اللحم ألفا ومائتي دينار، وأمام هذه الوضعية استغل التجار الفرصة لرفع الأسعار مع اقتراب العيد، في ظل نقص العرض، خاصة أن موجة الجفاف التي تشهدها ولاية تمنراست منذ سنوات، أدت إلى نقص في الثروة الحيوانية المحلية، معلوم أن وزارة الفلاحة سمحت بتداول كباش السيداون ذات السلالة الإفريقية في ثلاث ولايات جنوبية، وهي تمنراست وأدرار واليزي، وتمكن الموالين وباستغلال المضاربة، من أجل تحقيق أرباح قد تصل إلى 100 بالمائة، عند إيصال المواشي الإفريقية إلى ولايات وسط الصحراء عند تهريبها، حيث لا يفوق ثمن الشاة التي تزن من 30 إلى 35 كلغ، بمدينة كيدال المالية، حسب أحد التجار، سعر أورو واحد الذي يعادله في السوق السوداء للعملة 850 دينار جزائري، أي إن اللحم لا يتعدى ثمنه هناك ال 150 دينار للكيلوغرام، بينما يباع بتمنراست بسعر مضاعف عدة مرات، من جهتهم التجار يؤكدون أن نقص الوقود وتكاليف النقل الباهظة بسبب اهتراء الطرقات جراء جريان الأودية، من الأسباب الرئيسية في ارتفاع الأسعار. ومعلوم أن سوق الماشية تحتكر من طرف بعض العائلات التي تمارس تجارة المقايضة، حيث تصدر التمور إلى مالي مقابل جلب الماشية الإفريقية، لكن جميع قاطني المناطق الحدودية يطالبون السلطات بتقنين العملية، لمنع عملية التهريب للمواد المدعمة إلى دول الساحل.