دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية السلطات الليبية إلى التحقيق في ظروف مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي ومرافقيه، بعد نشر تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، أمس الأربعاء، أكد أن مليشيات مسلحة من مصراتة أعدمته و66 من مرافقيه بعد أسرهم، العام الماضي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند "نلح على الحكومة الليبية أن تجري تحقيقا فعليا بشأن ما ورد في التقرير ونريد ملاحقة المسؤولين عن هذه الأعمال طبقا لالتزامات ليبيا الدولية"، وأضافت أن مثل هذه الملاحقات ستكون إشارة إلى "تطور الجهاز القضائي في ليبيا ولكن ستكون أيضا ضرورية في إطار مصالحة وطنية". ويسرد تقرير للمنظمة المعنية بحقوق الإنسان أصدرته أمس تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة القذافي يوم 20 أكتوبر2011 ويشكك في الرواية الرسمية الليبية من أنه قتل في "تبادل لإطلاق نار"، ويرجح أنه "أعدم". وبحسب التقريرالذي حمل عنوان موت دكتاتو... انتقام دموي في سرت فإن مليشيات من مصراتة اعتقلت 66 شخصا كانوا في موكب القذافي ونزعت سلاحهم وضربتهم "ضربا وحشيا"، ثم صفتهم جسديا في فندق المهاري القريب من مسرح الأحداث في سرت. واعتقل القذافي وابنه المعتصم في مسقط رأسه سرت بعد شهرين من سيطرة مقاتلي المعارضة على طرابلس، وقتلا أثناء احتجازهما لدى الثوار الليبيين، وعرضت جثتاهما في مصراتة. وتظهر لقطات بالهاتف القذافي والمعتصم وهما على قيد الحياة بعد اعتقالهما، وشوهد القذافي الذي تعرض موكبه لضربة جوية قبل أن يتم العثور عليه في أنبوب مجاور للصرف الصحي وهو يتعرض للسخرية والضرب وإساءة المعاملة قبل أن يقتل، كما تظهر اللقطات المصورة بحسب المنظمة ثوارا وهم يضربون القذافي بوحشية ثم يطعنونه في مؤخرته، كما صور وهو يوضع في سيارة إسعاف شبه عار، وقالت إنه "بدا وقد فارق الحياة"، وأضافت أن المعتصم صور أثناء قيام أفراد من مليشيا من مصراتة بنقله إلى مدينتهم حيث صور مرة أخرى في غرفة وهو يدخن السجائر ويشرب الماء بينما كان يدور حوار محتد بينه وبين معتقليه. ويتابع التقرير "وبحلول المساء عرضت جثته على الملأ مع وجود جرح حديث في عنقه لم يكن ظاهرا في اللقطات السابقة التي صورت في مصراتة". كما تشير الأدلة أيضا -بحسب بيتر بوكيرت مدير الطوارئ في هيومن رايتس ووتش- إلى أن "مليشيات المعارضة أعدمت خارج نطاق القضاء 66 على الأقل من أفراد موكب القذافي المعتقلين في سرت". وأضاف "يبدو أيضا أنها أخذت المعتصم القذافي الذي كان مصابا إلى مصراتة وقتلته هناك". وجمع التقرير "أدلة مثل لقطات على هواتف محمولة صورها مقاتلو المعارضة ومقابلات مع ضباط في صفوف المعارضة وأفراد من موكب القذافي ما زالوا على قيد الحياة". وبحسب بوكيرت فإن "أقوى دليل لدينا على تلك الإعدامات مصدره لقطات صورتها قوات المعارضة والأدلة المادية في فندق المهاري، حيث عثر على الجثث ال66"، وبعضها لا يزال مقيدا وراء ظهره.