عكس المواسم الماضية التي افتقرت فيها البطولة الفرنسية لاعبين الجزائريين، حتى كادت تخلوا نهائيا من الجزائريين الذين فضلوا ترك الدوري الذي تتلمذوا فيه ولم يعودوا إليه، مثل مطمور وبوقرة ومحرز وبن طالب وغولام، فإن الدوري الفرنسي يعجّ هذا الموسم بعدد كبير من اللاعبين، بعضهم من المدرسة الفرنسية مثل مهدي عبيد والحارس أوكيدجة وديلور وبلقبلة، وآخرون عادوا إليه بعد تجارب في بلدان أوروبية أخرى مثل آدم وناس القادم من إيطاليا ورياض بودبوز العائد من إسبانيا والبقية من القادمين من الدوري الجزائري مثل فريد الملالي وبوداوي وعطال وسليماني وزين الدين فرحان، وهو ما جعل هذا الموسم كوكتيل من الجزائريين في مختلف المناصب من حارس المرمى إلى قلب الهجوم، وأجمل في هذا الكوكتيل هو تألق الكثير من الأندية التي يلعب لها الجزائريون، وبلوغها القمة بعد ست جولات من بداية الدوري الفرنسي، بالرغم من أن البطل معروف قبل بداية الدوري وهو نادي باريس سان جيرمان الذي يحتل المقدمة ب 15 نقطة، حيث فاز بخمس مباريات وخسر واحدة فقط أمام رين، وهو يتقدّم على الملاحقين بثلاث نقاط، وأكيد أن الفرق التي يلعب لها الجزائريين لها طموح لبلوغ رابطة الابطال أو أوربا ليغ وليس التفوق عل الفريق الباريسي المرشح للفوز برابطة أبطال أوروبا. الفريق المتألق الأول هو نيس المتواجد في المركز الثاني، بفارق ثلاث نقاط، بقيادة وناس وعطال اللذان ساهما في الفوز الأخير أمام ديجون، حيث قدّم وناس كرة هدف سحرية وجمع عطال النقاط الثلاث بهدف جميل، وعاد أنصار نيس بقوة للمدرجات، وهم يعولون على وناس الذي ظهر بمتتسوى فوق الدوري الفرنسي وفوق فريق نيس في المباراتين اللتين لعبهما، ويطمح نيس الاستفادة من براعة اللاعب الذي سيعود إلى نابولي في بداية الموسم القادم، أما عطال فقد نصّب نفسه اللاعب الأهم في نيس، وصار الحل عندما تغلق الأبواب في وجه الجميع، وقد لا يستطيع نيس الإحتفاظ به في جانفي القادم، فكل الأندية تحلم بلاعب يتطور بالحرارة والتعلم من مباراة إلى أخرى، ونيس محظوظ بزبدة اللاعبين الجزائريين، والمدرب باتريك فييرا سيقحم قريبا بوداوي بعد أن تيقن من مهارة الجزائريين الذين يصنعون ربيع نيس الكروي. فريد الملالي المتواجد للموسم الثاني في تجربته الاحترافية في فرنسا مع أونجي، لا يمكنه أن يحلم ببداية مماثلة فقد سجل هدفان، وفريقه الذي يرأسه الجزائري شعبان فريق أونجي هو حاليا في المركز الثاني على بعد ثلاث نقاط عن باريس سان جيرمان، وفوزه الأخير برباعية كاملة أمام سانت إيتيان أكّد قوة النادي الذي افتقد الملالي المصاب، ولكنه قصف بالثقيل، وفي حالة تمكن الفريق من الفوز في نهاية الدوري بموقع أوربي فستكون نتيجة كبيرة وسابقة في تاريخه، وسيكون الملالي صاحب ال 21 سنة، قد نجح في بداية مشواره الاحترافي وهو الذي فشل مع الفريق الأولمبي في التأهل للبطولة الإفريقية لأقل من 23 سنة. اللاعب الذي قدّم لحد الآن عروضا مقبولة هو مهدي عبيد، فناديه نانت في المركز السادس، أما فريقه السابق ديجون ففي مؤخرة الترتيب، بنقطة وحيدة، وسيكون المهدد الأول للنزول، ويحاول نانت بقيادة الناخب الوطني السابق غوركوف الحصول على مركز أوروبي بالنظر لما يمتلكه من لاعبين، وتراجع بعض الأندية التي كانت تنافس أوربيا ومنها ليون، وحتى مونبيليي ونيم اللذان يضمان الثنائي آندي ديور وفرحات، متواجدان في المركز الثامن في وسط الترتيب وقد يحسنان من وضعهما، عكس سانت إيتيان الذي قدّم أسوأ بداية له منذ عشر سنوات إذ لم يجمع سوى خمس نقاط من ست مباريات، وبصمة رياض بودبوز المغضوب عليه غائبة لحد الآن، خاصة في اللقاء الأخير، إذ كان ظلا لنفسه وفريقة سقط بالرباعية أمام أونجي، وواضح بأن لا هدف لماتز الصاعد الجديد وحارسه أوكيدجة سوى البقاء في الدوري الأول، إذ أن حارس الخضر تلقى في اللقاءات الست التي لعبها عشرة أهداف كاملة، وهو الأضعف بعد حارسي موناكو 14 هدفا وسانت إيتيان 12 هدفا. أما سليماني وموناكو فالأسابيع القادمة ستقدم حقيقة النادي المتواجد حاليا في المركز ما قبل الأخير، بثلاث هزائم وثلاثة تعادلات. إسلام سليماني سجل ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات، وهو أحسن معدل في الدوري، ومركزه في الهدافين هو السادس، إذ يقود القافلة لاعب ليون دامبيلي بخماسية رفقة النيجيري آوسيمهان لاعب ليل، ويليهما ثلاثة لاعبين برصيد أربعة أهداف لكل لاعب، وفي التمريرات الحاسمة يمتلك فرحات كرتين ولا يتفوق عليه سوى أربعة لاعبين قدموا ثلاث تمريرات حاسمة. إلي غاية الجولة السادسة تبدو بداية الجزائريين في الدوري الفرنسي مقبولة في بلد، حتى لا ننسى هو حاليا بطل العالم. ب. ع