بصم الدوري الفرنسي على أولى جولاته، في انتظار ظهور مزيد من مفاجئات التحويلات الصيفية، والتي قد يكون الجزائريون ضمن المعنيين فيها. وفي المقابل بدأ الدوري الفرنسي بأجواء جزائرية خالصة، تجلت في افتخار الجزائريين بمنتخب بلادهم، وعودة قوية للعلم الجزائري بعد أن اختفى نهائيا منذ الأعمال الإرهابية التي وقعت في باريس وفي نيس وفي غيرها من المدن الفرنسية، والتي كان في كل مرة توّجه أصابع الاتهام فيها لأفراد من أصول جزائرية، وصار الخوف يعتر الجزائريين، بالرغم من تألق في السنوات الماضية العديد من لاعبيهم المميزين، ومساهمتهم في تحقيق بعض الأندية الفرنسية لانتصارات حتى على المستوى الأوروبي. المفاجأة المذهلة حدثت في ملعب الفيلودروم الشهير في مرسيليا في افتتاح مباريات الدوري الفرنسي عندما واجه أولمبيك مرسيليا ضيفه نادي رامس، في مباراة لعبت من دون وجود أي لاعب جزائري، حيث قدّم أنصار مرسيليا تيفو باهر وبديع للجزائر وللخضر، أذهل أكثر من 52 ألف متفرج حضروا المباراة والملايين على شاشات التلفزيون. يحدث هذا بالرغم من أن مرسيليا منذ ان لعب لها جمال بلماضي وكريم زياني وابراهيم حمداني صارت عصّية على الجزائريين ولا يوجد في النادي حاليا، أي لاعب جزائري، وحتى ماكسيم لوبيز الذي يقال بأن له فرع في أصوله جزائرية، صار الآن احتياطيا ولم يشارك ولو دقيقة واحدة في مباراة يوم السبت التي خسرها مرسيليا على أرضه بهدفين نظيفين، ولكن تيفو المباراة سافر إلى كل بلاد العالم وصنع الحدث فعلا، كما حمل المناصرون من دون أي عقدة الراية الجزائرية في الفيلودروم، آملين بأن يتدعم الفريق السماوي قريبا بلاعبين جزائريين سينعكس على المدرجات التي تزداد سخونة كلما ضم فريق الجنوب الفرنسي لاعبا جزائريا. وأروع ما في التيفو أن كلمة الجزائر الكبيرة التي كتبت في المدرجات العلوية للفيلودروم، كتبت باللغة العربية وبحروف جميلة جدا، دليل على وطنية وعروبة وانتماء المناصرين الذين أذهلوا فعلا الجميع، وكان في نفس توقيت إعلان التيفو حماس كبير ولافتات مرسيليا في بقية المدرجات، كما صاح أنصار في الطابق السفلي الهتاف الشهير، وان تو ثري فيفا لالجيري، وكانت مرسيليا المدينة الثالثة في فرنسا قد عاشت أفراحا في كأس أمم إفريقيا الماضية، حيث المهاجرون لا يتحرجون في وضع شاشات العرض في الشوارع لمتابعة انتصارات رفقاء مهدي زفان. في ديجون، سافر سانت إيتيان إلى هناك وعاد بانتصار ثمين بهدفين مقابل هدف واحد، وصنع أحد أهداف المباراة اللاعب رياض بودبوز، كما رفع مناصر من الفريق الأخضر العلم الجزائري، ومن النادر أن يحصل ذلك مع هذا الفريق العريق الذي لعب له اساطير الكرة الجزائرية ومنهم رشيد مخلوفي وأيضا فوزي غولام، ويلعب له حاليا التونسي الخزري والجزائري الأصل رومان حمومة، إضافة إلى رياض محرز الذي حمل هذه المرة رقم 7 لأن الرقم 10 يحمله التونسي وهبي الخزري. كما حمل أنصار أونجي العلم الجزائري وناصروا به فريقهم الذي فاز بثلاثية مقابل واحد أمام ضيفه بوردو، ويضم أونجي لاعب بارادو الملالي الذي دخل احتياطيا في الشوط الثاني، ورئيس الفريق الجزائري بن شعبان، يذكر أنه بعد مباراة النصف النهائي من كأس أمم إفريقيا أمام منتخب نيجيريا، وضع اللاعب الملالي على صفحه في الفايس بوك صورته رفقة رئيس النادي بن شعبان وهما يتابعان المباراة ويعيشان فرحة هستيرية. وفي المقابل غاب العلم في مباراة نيس أمام آميان، في غياب النجم الجزائري يوسف عطال، وغاب عن مباراة مونبيليي الخاسر على أرضه أمام ران في حضور آندي ديلور الذي ضيّع ركلة جزاء، وغياب الثنائي مهدي زفان ورامي بن سبعيني عن تشكيلة ران، والمفاجأة ظهرت في لقاء براست التي يلعب له بلقبلة أمام تولوز حيث تم تعليق العلم الجزائري في المباراة التي انتهت بالتعادل هدف مقابل هدف ولعب بلقبلة فيها أساسيا وأدى مباراة جميلة، ووجد التشجيع بالعلم الجزائري، بينما لعب الحارس أوكيدجة أساسيا مع ناديه ميتز وفرحات مع نيم الخاسر بالثقيل امام باريس سان جيرمان ولكم من دون علم الجزائر. أهم ثمار فوز الخضر بلقب امم إفريقيا، هو إعلان الانتماء والافتخار به من طرف الجزائريين في مختلف القارات، فقد ساهم المهاجرون في الانتصار ليس بالمدرب جمال بلماضي وباللاعبين وعلى رأسهم محرز وماندي وفيغولي وإنما أيضا بالآلاف من المناصرين الذي تنقلوا من الخارج وخاصة من فرنسا، والتيفو الذي ظهر في مرسيليا يدعو فعلا للافتخار، بجزائريين مرتبطين بوطنهم الأصلي، مما يعني بأن كرة القدم حققت ما عجزت عنه مجالات أخرى في ربط المغتربين ببلادهم. ب. ع