شهدت ولاية أدرار هذه الأيام، سلسلة من القرارات الاستعجالية، تمت الموافقة عليها من طرف السلطات المركزية، تخص المطالب التي لم تتحقق منذ الاستقلال، واستجابة لمطالب تنموية هامة، على غرار مشروع القرن، طريق رقان – برج باجي مختار. واستفادت بحصة الأسد من هذه المشاريع التنموية، الولاية المنتدبة برج باجي مختار، حيث أعطى منها وزير الأشغال العمومية والنقل، رفقة مديرين عامين في القطاع، مشروع انطلاق الطريق اللغز، الذي بقي عقبة في تقدّم التنمية في المنطقة الحدودية، وسجل عديد الحوادث والضحايا، وشهدت المنطقة عديد الاحتجاجات لأجل تعبيده، وظل محل اهتمام ومطالب المجتمع المدني، وإلحاح ولاة الجمهورية الذين مروا عبر الولاية، ولكن لم يتحقق هذا الحلم إلا في هذه الفترة، ما طرح عديد الاستفهامات والتساؤلات. ربطت الحكومة سابقا عدم الاستجابة لمطلب إنجاز الطريق، بالتكلفة الباهظة لإنجازه، في وقت كانت تعرف خزينة الدولة، بحبوبة مالية غير مسبوقة، إلا أن اليوم وبعد مرور عشرين سنة من الوعود، تحقق هذا الحلم في عز الأزمة المالية، وتم رصد تكلفة مالية أولية لهذا المشروع، تقدر ب 100 مليار سنتيم، على أن تتكفل به الشركة الوطنية كوسيدار. حل هذا الأسبوع بمنطقة تيمياوين الحدودية، التي تبعد عن عاصمة الولاية مسافة 950 كم، وزير الصحة والسكان، حيث أعلن عن حزمة من القرارات التاريخية، تخص قطاع الصحة بالمنطقة، منها إنجاز مستشفى 60 سريرا لصالح هذه البلدية النائية، مع توظيف خاص للممرضين من المنطقة، وإعلان إجراءات استثنائية، بالإضافة إلى تشغيل مستشفى برج باجي مختار، بالشراكة مع الجيش الوطني الشعبي، الذي ظل مغلقا أكثر من أربع سنوات، بسبب عدم توفر الأطباء الأخصائيين، وأضاف أنه تم إطلاق أول عملية لإجلاء المرضى عبر الطائرة، انطلاقا من المقاطعة الإدارية عين صالح، التي أراد الوزير أن يرسل عدة رسائل لإثباتها، بعد التداعيات التي أثارتها هذه القضية على الصعيد المحلي، وحملت العديد من عبارات السخرية والتهكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأجاب الوزير على جميع التساؤلات خلال لقائه بالمجتمع المدني، منها ما تعلق بتوفير سيارات الإسعاف رباعية الدفع، وكذا اختصاص الأطباء العامين بالمنطقة، لما يزيد عن خمس سنوات، دون المشاركة في المسابقة، ومجانية نقل المرضى عبر الطائرة، وقد تساءل الشارع المحلي بالولاية، هل تحقيق بعض المطالب يعتبر استدراكا في زمن الحراك، واعترافا ضمنيا بحرمان الجنوب الكبير وخصوصا أدرار، من المشاريع والخدمات، أو هو مجرد استهلاك وخرجات مرحلية، لامتصاص غضب الشارع إلى حين.