دعا عدد من أئمة الإسلام وفي مقدمتهم الداعية اللبناني الشهير العلامة الدكتور فتحي يكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى الإسراع في تحرير القدس من أيادي الصهاينة. وهي الدعوة التي لم تقدم لأي من الزعماء العرب منذ أمد بعيد، وذلك بعد أن تيقنت القيادات الدينية الإسلامية والمثقفين وكذلك الشعوب من عجز تلك القيادات عن القيام بهذه المهمة. لكن المخزي في الأمر أن توجه هذه الدعوة إلى حزب لا تعادل قوته شيئا أمام قوة وتسليح الجيوش العربية - هذا في ميزان العتاد والتعداد - وأن تمنح الثقة من قبل رجال الدين لهذا الحزب في الوقت الذي فقدت فيه الشعوب ثقتها في قادتها وجيوشها. وتأتي هذه الدعوة عقب التصريحات الصادرة عن الحاخام الصهيوني "يونا متسغر"، والتي طالب فيها الفلسطينيين والعرب الاعتراف بأن القدس لليهود وحدهم، وكان الحاخام الأكبر للكيان الصهيوني قد قال: "على الفلسطينيين والعرب أن ينسوا القدس وأن يكتفوا بكون مكة والمدينة المنورةعواصم دينية خاصة بهم، وبالتالي فإنه لا داعي لوجود عاصمة دينية ثالثة هي القدس"، داعيا الفلسطينيين إلى إقامة دولتهم في صحراء سيناء. ووصف الداعية الشهير الدكتور فتحي يكن في حديثه للشروق، هذه التصريحات بأنها متطرفة وخطيرة للغاية كونها صادرة عن شخصية تمثل الدين والسياسة في الكيان الصهيوني، وأنها تنطلق في خطابها إلى الغرب من منطلق أن العرب لديهم كل شيء في حين أن اليهود ليس لديهم أي شيء، مؤكدا أن مثل هذه التصريحات لا تعتبر من قبيل سقطات اللسان، بل هي تعبير عن سياسة خطيرة وواضحة بات يرسمها الحاخامات ورجال الدين الصهاينة، وتترجمها دولة الاحتلال بقناعات تارة وبابتزاز "المتدينين" تارة أخرى. وقال الداعية يكن إن موقف الحاخام هذا يكشف عن انسجام الحاخامات التام مع تهديدات حركة "شاس" الدينية بإسقاط حكومة الاحتلال في حال تم الحديث مع الفلسطينيين عن أية حقوق لهم في القدس، وهو ما يؤكد دون لبس ما باتت تجمع عليه القوى الدينية وقوى سياسية أخرى وشخصيات بارزة في الكيان الصهيوني، أن القدس لا تقبل القسمة على اثنين وأنها خلقت لتكون فقط عاصمة للدولة العبرية. وشدد يكن على أن القدس هي بالنسبة للفلسطينيين قلب الوطن وجوهرته، وهي بالنسبة للمسلمين والمسيحيين العاصمة الدينية والروحية منذ آلاف السنين وحتى قيام الساعة، مؤكدا أن الله سبحانه وتعالى ألبسها أثوابا من القداسة لا يمكن لأي حاخام أو أية قوة في الأرض أن تنزعها عنها أو تمس بها.. ودعا يكن الحاخام الصهيوني الكاذب إلى مراجعة معلوماته الدينية والتاريخية ليرى عمق وقوة الروابط التي تربط القدس بقلوب المسلمين وعقائدهم. وتأتي هذه الدعوة التي تملؤها الثقة والاطمئنان لمصداقية وقدرة المقاومة الإسلامية، على إنقاذ القدس وتحريرها من أيادي الصهاينة المغتصبين، وهي الدعوة التي يستحي أي مواطن عربي توجيهها إلى أي من قادة الأمة، لأنه ساعتها سيوصف بالغباء أو الجنون، فتلك القيادات إما تشجع الصهاينة على مساعيهم العدوانية ضد الفلسطينيين والقدس، وإما يرتجفون هلعا لمجرد ترديد كلمة "إسرائيل" على مسامعهم.