صنعت الروائية أحلام مستغانمي الاستثناء مرة أخرى، ولم يمنع غياب جديدها الأدبي هذه السنة من توافد المئات من قرائها على معرض الشارقة للكتاب. قراء صاحبة “ذاكرة الجسد” اصطفوا في طوابير من الساعة السادسة مساء الأربعاء إلى ما بعد العاشرة ليلا للظفر بصورة وتوقيع وحديث جانبي وأحيانا أسئلة شخصية. قالت الروائية احلام ان حرصها على تلبية دعوة معرض الشارقة لسنتين متتاليتين “على غير العادة” هو تثمين منها لدور امارة الشارقة في دفع حركة الابداع العربي خاصة وانها تحتفي بكونها عاصمة عالمية للكتاب 2019 . وكشفت مستغانمي، في ردها على سؤال “الشروق” خلال جلسة توقيع بقاعة الفكر، أنها تعمل في هذه الفترة على رواية ستكون عن الجزائر وبالضبط عن فترة الثورة مع إسقاطات على ما تعيشه اليوم “لفهم جزائر اليوم، يجب فهم ما كان يدور في محيطها من أحداث وظروف منذ الستينات والسبعينات. وقالت: “أريد أن أعود الى تاريخ الجزائر حتى نفهم لماذا انطلقنا خطأ، هي فرصة أيضا للحديث عن والدي وعن رجال مرحلة مهمة من تاريخ الجزائر والوطن العربي ستينات وسبعينات القرن الماضي”. وأضافت في نفس السياق “أجمع بعض الوثائق حاليا وأتمنى فعلا ان أعود إلى قرائي بعمل كبير يوثق لتاريخ الجزائر ومنها تاريخ العرب لأنه تاريخ متداخل ولا يمكن تجزئته.. أنا مريضة بعروبتي”. واشارت في معرض حديثها عن جديدها الروائي إضافة إلى تتمة “شهيا كفراق” أنها كانت قد دقت ناقوس الخطر منذ 11 سنة خلال ندوة في الجزائر وحذرت من إهمال المواطن: “أوهمونا ان الوطن اكبر من المواطن.. فكانت جزائر للقلوب وجزائر للجيوب “. وقصدت مستغانمي ندوة المكتبة الوطنية التي كان يديرها آنذاك الروائي امين الزاوي وحضر الندوة وقتها الروائي الراحل الطاهر وطار. وانتقدت أحلام تسيير وزيرة الثقافة خليدة تومي للقطاع ورفضت ان تكرم ككاتبة مطالبة بتكريمها كمواطنة جزائرية أولا . وتحولت جلسة التوقيع الخاصة بصاحبة “نسيان كوم” إلى جلسة نقاش عفوية بينها وبين القراء من مختلف الجنسيات والأعمار. وتم فتح الكثير من المواضيع منها سر نجومية احلام والذي ربطته بالصدق وعدم استغباء القارئ، إضافة الى احترامها للمجتمع وعدم إقحامها للبذاءة بدليل أن رواياتها – حسبها – تدخل البيت العربي فيقراها الأب والابناء دون خجل او تخوفات. كذلك دافعت عن خيارها في الوقوف إلى جانب قضايا المرأة، نافية ان يكون معنى ذلك التحريض على الرجل . للإشارة فان صاحبة “الأسود يليق بك” شاركت الخميس، في اكبر عملية توقيع ينظمها المعرض في دورته ال38 بمجموع 1500 كاتب من مختلف الدول للمشاركة في كتاب “غينيس”، كما سيكون لها موعدا الجمعة في جناح دار الراوي باكسبو الشارقة.