انتصر الممثل السوري عابد فهد للرواية عند عملية تحويلها إلى فيلم سينمائي أو مسلسل درامي، وأكد على هامش تنشيطه جلسة حوارية تحت عنوان “الرواية وصناعة السينما” في إطار البرنامج الثقافي المرافق لمعرض الشارقة للكتاب، أن مسؤولية المخرج كبيرة امام رهان تقديم جوهر العمل الروائي لانه سيكون بين مطرقة الوفاء للعمل الأصلي أو الخيانة الفنية التي تفرضها الرؤية الإخراجية. وأشار عابد فهد إلى أن خيال القارئ أوسع من أن تستوعبه الكاميرا سواء تعلق العمل بالسينما أو بالدراما. وقال في رده على سؤال “الشروق” حول مدى تدخل الروائي في العمل السينمائي او الدرامي بعد تحويل الروائية إلى سيناريو، إن الأمر وارد وفي مرات كثيرة واجهته هذه الحقيقة خلال تصوير بعض أدواره. واعتبر ذلك تصرفا متوقعا او له ما يبرره بالنظر لارتباط الروائي بالشخصيات التي يصنعها. وعن مصير مسلسل “الأسود يليق بك” الذي كان من المزمع ان يكون أحد أهم أبطاله قال “المشروع توقف وذهب الى جهة انتاجية اخرى لاسباب فنية ولكن اتمنى ان ينتج حتى لو لم أكن فيه”. من جهته، لم ينف الروائي المصري أحمد مراد فكرة تدخل الكاتب في العملية الانتاجية عند تحويل رواية إلى فيلم أو مسلسل، وشدّد على أن الكاتب يجب أن ينسى السينما تمامًا وهو يكتب، وعليه أن يبقى مخلصًا لفكرة الكتاب. وأشار في معرض حديثه عن دور السينما في ايصال الرواية العربية الى العالمية، إلى أن الزمن تغير وان ما كان يصلح في خمسينيات القرن الماضي مثلًا، من ناحية بطء إيقاع الرواية، لا يصلح اليوم؛ فالزمن تغيّر وكل مناحي الحياة، وعلى الرواية أن تسارع إيقاعها معها وروايات نجيب محفوظ نموذجا.. يمكن اليوم تلخيص أربعين صفحة في مشهد سينمائي واحد. أما المنتج صادق الصبّاح فتحدث عن العقبات الإنتاجية التي تواجه صناع الأعمال التلفزيونية والسينمائية في تحويل ما هو خيال بين دفّتي الكتاب إلى حقيقة وشخصياتٍ من لحمٍ ودمٍ، حيث قال: “هناك مسؤولية كبيرة، خاصةً عند اختيار رواية ناجحة، لأنّها العمود الذي يقف عليه العمل الفني”، مؤكدًا أن الأمر يتطلب خبرة من شركات الإنتاج، ضاربًا مثلًا بمسلسل “طريق”، المقتبس عن قصةٍ قصيرة، للأديب المصري الراحل نجيب محفوظ، والذي قام بإنتاجه؛ حيث تتكون القصة الأصلية من 17 صفحة فقط، وكان هناك تحدٍ في تحويلها إلى عملٍ من 30 حلقة. الممثلة المصرية ليلى علوي رأت أن الزمن الذي يتم فيه نقل العمل الأدبي للسينما أو التلفزيون، والأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في ذلك الزمن، هي ما تحدّد الشكل الذي سيكون عليه العمل، مستشهدةً بروايات للأديبين نجيب محفوظ وإحسان عبد القدّوس حين تحوّلت لأعمال سينمائية وتلفزيونية، كيف تأثّرت بالأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الوقت الذي صُنعت فيه. وأكدت علوي أن الروائي هو أفضل كاتب سيناريو على الإطلاق، مذكّرةً بفيلم “أنا حرة” (1959) للمخرج صلاح أبو سيف، المقتبس عن رواية لإحسان عبد القدّوس، حيث قام بكتابة السيناريو الخاص به نجيب محفوظ.