انفلت العقل الأمني العسكري الإسرائيلي من عقاله، مساء السبت الماضي، بعد إطلاق كتائب "أبو علي مصطفى" الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عندما استهدفت خلاله دورية عسكرية على حدود قطاع غزة بصاروخين مضادين للدروع من طراز "كورنيت" روسي الصنع، صاحب الصيت الكبير إبان الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان عام 2006، عندما استخدمه حزب الله اللبناني لتعطيل الدبابات الإسرائيلية في معركة جنوب لبنان. وجراء العملية العسكرية النوعية بغزة، والتي أدت إلى إصابة 4 جنود إسرائيليين، قصفت المدفعية الإسرائيلية بشكل عشوائي بيت عزاء في حي الشجاعية، يعود لآل حرارة، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين، واصابة 25 آخر. هذا التصعيد الإسرائيلي دفع الفصائل الفلسطينية للرد على العدوان، والخروج من التهدئة الهشة، والعودة لدائرة التصعيد. حيث أكد المتحدث باسم "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أبو أحمد، أنه في حال استمر العدوان، فإن المقاومة ستُوسع من دائرة الرد. وأوضح "أبو أحمد" ل"الشروق اليومي" أن مقاتلي حركته تمكنوا خلال ساعات من إطلاق 100 صاروخ وقذيفة هاون؛ بينها 3 صواريخ من طراز (sk8)؛ تستخدم للمرة الأولى من خلال راجمة محمولة، استهدفت البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، كما تمكنت الأذرع العسكرية الأخرى من إطلاق عشرات الصواريخ. وأوضح المتحدث العسكري الفلسطيني أن المقاومة تمتلك الكثير من المفاجآت في حال استمر العدوان، وأنها ستوسع دائرة الاستهداف داخل عمق دولة الاحتلال. بدورها، حذرت عدة أجنحة عسكرية لفصائل المقاومة قادة الاحتلال من مغبة التمادي في العدوان على القطاع، مؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ذلك. من جهته أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي داود شهاب ل"الشروق اليومي" أن حركته من خلال ردها على العدوان الاسرائيلي وانتهاك التهدئة، تسعى لحماية الشعب الفلسطيني، والرد على الجرائم الاحتلالية عبر محاولة تحقيق توازن الردع مع الاحتلال. وتوقع شهاب أن العدوان سيتصاعد ضد قطاع غزة مع تصاعد بورصة الانتخابات الإسرائيلية على حساب الدم الفلسطيني. إسرائيليا، قال نائب رئيس وزراء حكومة الاحتلال موشيه يعالون :"إن الفلسطينيين سيدفعون ثمناً باهظاً في حال استمرار إطلاق الصواريخ". فيما جدد وزير جيش الاحتلال، أيهود باراك، تهديده بمعاقبة القطاع ، قائلاً :"إن إسرائيل لن يقبل تغيير ما دعاها بقواعد اللعبة في الجنوب"، مقرا بأن البلدات الإسرائيلية تعيش وضعا قاسيا، بسبب قصف المقاومة الفلسطينية. المختص في الشأن الاسرائيلي، وديع أبو نصار، رجح أن يعود الهدوء للقطاع ومحيطه خلال الفترة القريبة؛ رغم مساعي قادة الاحتلال لتحصيل مكاسب سياسية عشية الانتخابات، وذلك لعدم رغبة تل أبيب في شن حرب واسعة ضد قطاع غزة، بالنظر للتغيرات الإقليمية، وخصوصا في مصر. في كل موجة تصعيد على قطاع غزة، تحاول تل أبيب إيصال رسائل للمقاومة الفلسطينية أولا.. وللمحيط العربي والإقليمي ثانياً، وجس نبض الساسة والشعوب العربية في ظل ربيع الثورات، فتجابه بصمود المقاومة الفلسطينية. دون أن تحقق دولة الاحتلال أهدافها باستعادة قوة ردعها الغائبة.